[يمامة الوادي]

يا رب ! إنك وهبتنا الإسلام دون أن نسألك، فلا تحرمنا الجنة ونحن نلح عليك بالسؤال ؟!

يا رب ! كيف أسألكَ وأنا أنا ؟! ولكن ، كيف لا أسألكَ وأنتَ أنتَ ..!؟

يا رب ! إن كانت ذنوبي لها حدٌ وغاية ، فإن عفوك لا حد له ولا نهاية

إلهي عندما أغفل عن ذكرك لا أجد للحياة طعماً ، فإذا عدت إلى رحاب ذكرك شعرت أن الدنيا خلقت لي وحدي ،لكي أعيش عبداً محباً لك ..

اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ، ولا تكلنا إلى الناس فنضيع .. أنت مولانا ولا مولى لنا غيرك ، وأنت ربنا ولا رب لنا سواك .

إلهي لقد روّضتُ قلبي أن لا يعرف سواك ، ولا يتجه لغيرك ، لأنك وحدك المنعم عليه ، فكيف لا يمتلئ بحبك وحدك ، وكيف لا يسعد بطاعتك؟

إلهي متى غبتَ عني فأنساك ؟! ومتى كان قلبي ملكاً لي حتى ينصرف إلى سواك ، لقد ملكتَ مني كل شيء يا مالكاً كل شيء ..

وإذا ما أعطاكَ من يمنعهُ ؟! ثم من يُعطي إذا ما منعكْ ؟! لا تؤمل من سواه أملاً ** إنما يكيفك من قد زرعكْ

آيات تقرر أنك لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضرا،وآيات تقرر أن الخلق جميعا لا يملكون لك نفعاً ولا ضرا إلا ما شاء الله.فلا يبقى إلا تتعلق بالله وحده

لا تزال تطفو على بحر الحياة فقاعات فاسدة،منها ما يشكك في الدين أو يتهجم على الله! بينما الإسلام كالنهار يزحف على الدنيا لا يضره نباح الكلاب!

قال رجل يهوى الجدل لأحد الصالحين: أرغب أن أحاورك. فقال له :ابحث عن شاكٍ مثلك، أما أنا فعلى يقين من ديني! والعمر أثمن من أن يضيع مع أمثالك!

اذا رأيت إنساناً يمتنع عن الحوار الثنائي ولو في جوف كهف ، ويصر أن يحاور على الملأ ، فاعلم أنه طالب شهرة لا إنسان يرغب في الحق

لا تقف جامداً كالتمثال والحياة من حولك تدور بلا توقف ، اصنع شيئا ذا جدوى ، واترك وراءك بصمة خير حيثما حللت، لعل الله ينفع بك من لا تعرف.

رأيت أهل الباطل في إظهار باطلهم ، أجرأ من أهل الحق في إظهار الحق الذي هم عليه ، مع أن هؤلاء يرجون جنةً ونعيما ورضوان من الله أكبر !!

قال لي: ظهرت ملحدة تتهجم على ذات الله سبحانه! قلت: كم هم الملاحدة الذين طوتهم القبور،ولعنات الله والملائكة والناس تتبعهم إلى قيام الساعة!

وقال لي: ألا تشارك في الرد عليها ؟ قلت: (ولو كل كلب عوى ألقمته حجرا ** لصار كل مثقال بدينار ) دين الله لا يضره نفخ بعوضة في وجه الشمس !

ثمة أناس آثروا أن يكونوا مجرد رماد في دنيا الناس ، وكان في مقدورهم أن يكونوا نجوماً في السماء .. نفوس لم تتصل بالسماء فشدها الوحل !

الطريق إلى التميز سهل، وكم هم الذين تميزوا في التفاهات ! التميز الحق أن يعرفك أهل السماء ويحبونك ويدعون لك وينشغلون بك ،كل ما عدا هذا فسراب!

نهضت إلى الصلاة فألح أن أبقى فقلت: الفرق بين مجلسكم والصلاة ،أنني فيها أشعر بأني عرجت إلى السماء أغتسل بأنوارها ، فكيف يعقل أن أتأخر عنها؟

تصبح الحياة متعة لا توصف حين يقضيها الإنسان مع الله ولله وبالله .. أما حين ينقطع عن الله سبحانه ، فيكون حاله أسوأ من دواب الأرض وهوامها

يا مَنْ عَدا ثم اعتدى ثم اغترَفْ ** ثم ارعوى ثم اهتدى ثم اعترفْ /// أبشرْ بقول اللهِ في قرآنهِ ** ( إن ينتهوا يغفرْ لهم ما قد سلفْ )

إذا لم أجعل حياتي كلها خالصة لك يا رب ، فلا أدري أي أرضٍ تقلني ، ولا أي سماء تظلني ، أقسم بعزتك أنه لا طعم لحياة تكون بعيدة عنك..!

أحياناً أصغي إلى قارئ للقرآن فأشعرُ أن صوته يتمشى في عروقي ، وأن معاني الآيات تستحيل هناك نوراً يسطع ، فأحس أني أتوهج ..!

حين أجمع قلبي وأدخل في الصلاة أشعر أني قد أصبحت خارج التغطية الأرضية ! متصلاً بالسماء وأهلها ،فإذا خرجت منها شعرت أني عدت إلى الأرض!

إذا كنت ممن يحمل هم دين الله في حركته وسكونه ، فإني أقول لك: سلام عليك في الخالدين، سلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا.!

قال لمن يحبها : حين تكونين بقربي أنسى الدنيا ، ولا اشعر أني فيها ! قلت : لو كان هذا الشعور مع الله سبحانه لوصل صاحبنا إلى الفردوس رأساً !!

الطريق إلى التميز سهل، وكم هم الذين تميزوا في التفاهات ! التميز الحق أن يعرفك أهل السماء ويحبونك ويدعون لك وينشغلون بك ،كل ما عدا هذا فسراب!

إنك لن تستطيع أن تقفز خطوة واحدة ، وأنت مربوط بإحكام إلى سارية ! كذلك، كيف يتصور أن تعرج إلى السماء ، وأنت مكبل بقيود الشهوات !!

لن ينتصر عساكر قلبك على نفسك الأمارة بالسوء، إلا بأن تبعث مدداً من نور إلى ميدان قلبك، بشكل مستمر لا ينقطع.. إن لحظة انقطاع لحظة انكسار!

تعلّم كيف تواجه أحداث الحياة وتقلباتها ، بقلب ثابت ووجهٍ باسم ، وروح متألقة ، وأمل يتجدد ، وثقة لا تنكسر..استعن بالله ولا تعجز

(لا يزال الخير بخير، ولا يزال الشر بشر !) ولا يزال أهل الخير في خير، ولا يزال أهل الشر بشر ، وعاقبة أهل الخير خير ، وعاقبة أهل الشر شر !

قال : كثيرا ما أسأل: ماذا لمن فعل كذا وكذا من الأجر؟ يغفر الله لكم ، بل سلوا عما يجب عليكم من أداء شكره سبحانه أن وفقكم إلى هذه الطاعات !!

قال لي : إن كنت صادقا في طلب الجنة ، فعليك بالجد والتشمير، فـ( الجدّ يُدني كلّ شيءٍ شاسعٍ ** والجدّ يفتحُ كل بابٍ مغلقُ )

المختصر المفيد : كل نعمـة لا تقرب من الله تعالى ، فهي بلية .!

إذا حزبك أمر فافزع إلى الصلاة وأطل الضراعة ، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها مفتاح الفرج ، وكنز من كنوز الجنة .

قيل لأحد الصالحين : لا نراك إلا مرائي !! فأخذ عوداً من الأرض وقال : من أرائي ؟! والله للناس عندي أهون من هذا !!

قال بعض السلف : المرء بفضيلته لا بفصيلته ، وبكماله لا بجماله ، وبآدابه لا بثيابه ..

من لم يكن له من دينه واعظ ، لم تنفعه المواعظ !

مشيناها خطاً كُتبت علينا ** ومن كتبتْ عليه خطاً مشاها /// ومن كانتْ منبتهُ بأرضٍ ** فليس يموتُ في أرضٍ سواها .

( لا تخشَ التقدم ببطء .. ولكن احذر أن تقف جامدا ) بل اجعل الحذر شعارك أن تتراجع إلى الوراء ولو خطوة واحدة .!

[ متى تغسل درن ذنوبك بدمعك ؟ ومتى تعتذر عن قبيح فعلك ؟] ألا ترى الموت يتخطف الناس من حولك ، ويوشك أن يختطفك ؟!

لو تكلم الميتُ يصف الدنيا لقال: إن هذه النجوم على الأرض مصابيح مأتم أُقيم بليل ! وما أعجب أن يجلس أهل المأتم ليضحكوا ويلعبوا ! _الرافعي_

( ماذا أقول لك عن علامة المؤمن الحق ؟ سوى أن البسمة تبدو على شفتيه حين يأتيه الموت ! )

( كلام الله كالمطر ، وقلوب الناس كالأرض ، فمن تدبر الكلام ووعاه ، أخصبت أرضه ، وتفجرت فيه ينابيع الخيرات ، وكثرت فيه أنواع الزهور )

الفاسد من الناس لا يهلك بنفسه ، بل لابد أن يهلك معه آخرون كانوا يحيطون به ، ويسكتون على فساده، بل ربما صفقوا له، وضحكوا في وجهه !

السفر في صحراء مترامية الأطراف يحتاج إلى أمور كثيرة ،حتى يجتازها المسافر بأمان ، كذلك شأن السفر إلى الدار الآخرة لابد من زاد وفير.!

بو عبد الرحمن