[يمامة الوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

دخلت إلى الغرفة طفلة صغيرة عمرها لا يتجاوز الخمس سنوات وكانت ترتدي ملابس غريبة عارية لمنتصف الظهر وقصيرة لما فوق الركبة !! أما شعرها فقد كان مموجا ومرفوعاً لأعلى وتنسدل منه بعض الخصل الملفوفة على كتفها .. وعلى وجهها الصغير بعض المكياج اللامع !!

تسائلت في نفسي أين اختفت ملامح الطفولة ؟ ومن الذي قضى على براءة هذه الصغيرة ؟

تقدمت نحوها وسألتها ما اسمك يا حبيبتي ؟ قالت بصوت كله ثقة أنا ....( اسم غربي ودخيل )

ولحظات وتدخل امرأة عرفت أنها والدة الطفلة وكانت تنادي ابنتها : تعالى يا سارة ..

فتعجبت!

ألقيت عليها السلام وقلت لها أهذه ابنتك ، قالت : نعم ، فقلت : ناديتها باسم سارة وهي تقول ان اسمها .... ؟ فضحكت الأم وقالت : آه منك يا سارة ثم قالت لي ابنتي معجبة جدا بتلك الفتاة وتقلدها في حركاتها وترتدي مثلها وتقول نادوني باسمها !!! سألتها من هي تلك الفتاة ؟ قالت هي نجمة لفرقة غنائية للأطفال !! زاد عجبي أكثر

قلت : وهل يرضيك أن تقلد ابنتك تلك الطفلة الغربية ؟

ردت في عجل وهي مستنكرة سؤالي لاتعقدي الموضوع ابنتي طفلة صغيرة ولا يضرها إذا قلدت أو لبست .. اتركيها تتمتع بطفولتها !! ثم أخذت بيد ابنتها وخرجت..

أما أنا فقد حصلت على إجابة للسؤال الذي تردد في نفسي عند رؤية الطفلة ..

أنت أيتها الأم التي قضيت على براءة هذه الطفلة الصغيرة .. وأفسدت فطرها السليمة ..

أما علمت أن أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها ، فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد ، وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مر (من أقوال ابن القيم)

حتى براعمنا لم تسلم من سهام أعداء الإسلام الحاقدة التي وجهت إلينا لإفسادنا وإفساد أجيالنا وأنت أيتها الأم قد ساهمت في وضع ابنتك في مزالق الفساد بل وساندتيها لتخطو الخطوات الأولى في طريق الإنهزام والتبعية وتذويت شخصيتها المسلمة ..

خرجت الفتيات بلباس عاري وأفكار عارية وشخصيات عارية ؟ لكن كما تقول الأمهات لا حرج عليها لأنها صغيرة !!

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) رواه البخاري

إن براعمنا الغضة إذا لم تستنشق عبق الإسلام وهي مهدها ولم تسقى بماء من نبع الإيمان العذب.. فإنها ستنشأ في ضعف يتبعه مرض ينخر في جسد الأمة

إن أطفال المسلمين تعبث بهم أيدي الشياطين المفسدين الذين يدخلون جرثومة الفساد إلى القلوب ويغرسون بذور الشر في العقول والمعتقدات والسلوك..

ويكفي أن نرى همم أطفالنا وقد تعلقت بمثل هذه الشخصيات الفارغة من نجوم وأطفال برامج وفرق غنائية فهم القدوة وموضع الإهتمام ..

وما أشد خطر مثل هذه البرامج على أطفالنا فتأثر الطفل بمن هو في مثل عمره أكثر من تأثره بالكبار، على الأقل من باب التقليد والغيرة و الشعور بالمتعة عند القيام بذلك....

يقول الشيخ محمد الهبدان في كتابه حماية الفضيلة بعد أن ناقش دور المنهزمين في إفساد المرأة : ( بل تعدى الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك بكثير ، عندما راح المخرجون ينتقون من بنات المسلمين ممن تتراوح أعمارهم بين الثانية والحادية عشرة أو تريد قليلاً ، ومن أسر مسلمة ينتقونهم ليقدمن الرقص والأناشيد والأغاني ، وهن في أبهى الحلل وأجمل الجمال .. وقد ألبسوا ذلك ثياباً تظاهروا فيها بالبراءة والنقاء والطهر والصفاء .. وأن هذه برامج أطفال .. وأنتم تظنون ظن السوء !! وقد كشف الله تعالى في غير موضع دعواهم تلك فقال جل في علاه : ( وإن يقولوا تسمع لقولهم ) ..وياترى كيف سيكون حال هذه الفتاة إذا كبرت ؟! إلى أين ستتجه إن لم تدركها عناية الله ورحمته !! )انتهى..

إننا بحاجة إلى القدوة الصالحة التي تعرف الإسلام عقيدة وتطبقه سلوكاً ، لا إلى تلك القدوات التي تعرف من الإسلام اسمه وعند التطبيق يغيب عنها معنى الإيمان الحقيقي ومعنى قوله تعالى :( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )

وهنا يأتي دورك أيتها الأم .. أن تساعدي في بناء الأجيال لا هدمها ..!

--------------------

بقلم أختكم / نـــوران