[محمد السعيدالنوي]

السحر الدفين.. في ليلة عرس حزين!!.

هذه حكاية مأساتي.. أرويها للأنام..أسجلها للزمان..

أبعث بها لكل من لدغ من طرف عقارب.. عفوا أقارب !!.

لقد شاءت الأقدار.. أن تبدأ أحزاني من النقطة التي بدأت منها أفراحي!!.

و أحسست حينها أن جسدي .. و كأنه وضع بين قوتين ..في اتجاه معاكس!!.

بدأت قصتي الحزينة.. عندما فرحت بنجاحي .. نجاحي بكفاءة..

يسمح لي أن أختار أي تخصص أريد..

تعالت الزغاريد.. و أعلنت الأفراح.. أفراح النجاح..

و شاركني فيها حتى الجيران.

فجأة.. جاءني خبر يحمله أحد المهنئين..

بأن أحد أقاربي.. قد قرر تزويج ابنته لي..حتى يطمئن على مستقبلها !!.

أرسلت أختي إلى الفتاة.. التي ليس لها ذنب في كل ما يحدث..

و طلبت منها أن تفهمها.. بأني لا أفكر حاليا في الزواج..

و أن المستقبل لا يزال أمامي مجهولا؟!!.

و كنت أنوي من وراء ذلك أن تشرح الفتاة الأمر لأمها..

و أنهي المشكلة و هي في المهد .

حزنت الفتاة حزنا شديدا..

و وصلتني معلومات بأن أمها تتوعدني !!.

لم تكن في تلك الفتاة أي عيوب..

كان أبوها من أغنى الناس.. و كانت على درجة كبيرة من الجمال و الأخلاق..

لكن مشكلتي .. أنني لا أشعر بأي ميول نحوها..

اغتنمت فرصة عطلة الشتاء الجامعية.. و سافرت خصيصا لأم الفتاة

و تقابلت معها وجها لوجه !!.

نطقت في وجهي .. بأنها سوف تنتقم مني شر انتقام..

و ستبدي لي الأيام ما كنت أجهل !!.

حتى و لو جئت بامرأة من سطح القمر!!.

أفهمتها بأن إرسال أختي لابنتها .. كان من أجل مستقبلها و لا لشيء آخر.

لكن تمسكت برأيها.. بأن ابنتها .. لا يوجد في الدنيا من يرفضها !!.

مرّت الأيام.. و معها مرت سنين الكد و سهر الليالي..

تخرجت من الجامعة.. و التحقت بعملي .. و طويت صفحة الماضي.

تقدمت لخطبة فتاة في سرية تامة..

لكن سرعان ما انتشر الخبر بين الأهل كالبرق!!.

جاء موعد العرس.. و وجهت دعوات للكل .. دون استثناء.

و مما بلغني أن تلك المرأة..حضرت إلى البيت قبل موعد العرس بأيام!!.

لأنني لا أختلط بالنساء رغم أنهن من أهلي..

و لا أعرف التي تدخل من التي تخرج..

كانت تهديدات تلك المرأة.. لا تزال في ذاكرتي..

لكنني ..استبعدت الأمر .. لقد مر أكثر من 7 سنوات!!.

كنت متفائلا بأن أقضي أسعد أيام حياتي ..

و لم أكن أدر أنني سأعيش مأساة..مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى!!.

و أعترف بخطئي الفادح..هو أنني لم أعمل بالإحترازات المطلوبة !!.

.. صرت لا أطيق النظر في وجه زوجتي.. و لا هي تطيق النظر في وجهي !!.

و أصبحت تائها في الشوارع !!.

أقضي يومي بين الدكاكين.. و في زوايا المقاهي!!.

أفترش قطع الكرطون.. و أتوسد حذائي !!.

يحدث لي هذا في شهر .. قيل لي ذات يوم .. إنه شهر العسل!!.

- يتبع -