[يمامة الوادي]

لكي تعيشي آمـــــــــــنة





ما أجمل أن يعيش الإنسان آمنا ً



سؤال قد يفكر به الجميع لكن هل بحثت عن أسبابه ؟؟



فدعيني أبحر معك في ساحل الآمان



إن الأمن والأمان الروحي نعمة من الله عزوجل ولا تكون إلا لعباده المؤمنين وقد أوضح الله في كتابه مفتاح الأمن فقال تعالى (الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الأنعام (82)



فهؤلاء المؤمنين الذين لم يخلطوا الإيمان بالشرك حقق الله لهم الأمن والهداية



فبقدر ما يحقق العبد من التوحيد بالامتثال للأوامر والوقوف عند النواهي يحصل له الأمن وبقدر معصية الله تكون الوحشة



لذا قال ابن القيم : الأمن والهدى المطلق هو الأمن في الدنيا والآخرة والهدى إلى الصراط المستقيم والظلم المطلق التام مانع من الأمن والهدى المطلق فتأمله المطلق للمطلق والحصة للحصة "



وما يحصل للإنسان من وحشة وغربة وضيق حتى وإن كان بين أهله لهو إشارة لذنب اقترفه فما من مذنب إلا ويرى أثر ذنبه على أهله



قال ابن القيم :ويجده في نفسه أيضا ًحتى تتنكر له نفسه حتى ما كأنه هو ولا كأنه أهله" إلى أن قال : "وهذا سر من الله لا يخفى إلا على من هو ميت القلب وعلى حسب حياة القلب يكون إدراك هذا التنكر والوحشة وما بالجرح الميت إيلام"



وبالمقابل إذا كان العبد قريب من ربه عزوجل لا يشعر بالوحشة إذا سار في طريق الحق حتى وإن كان وحده لايضره ذلك مادام الله أنيسه يظهر ذلك في قصة الهجرة حينما خرج أبوبكر والنبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار وقريش قد جمعت على قتله إذا به يقول لصاحبه (لا تحزن إن الله معنا فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) التوبة (40)



إن هذه العبارة لا تخرج إلا من قلب ملئ إيمانا وأمناً بنصر ربه له



لذا تجد أهل الإيمان من أثبت الناس عند المصائب لا يتزعزعون مع ضعف أجسادهم وقلة أموالهم .



وكذا في قصة فتح مكة يبشر الله عباده الذين عذبوا وهاجروا بنصر محقق مع أمن قال تعالى : (لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين) الفتح (27)



ومازال فضل الله عليهم ورحماته تحل بعباده المتقين حتى في أصعب المواقف ففي معركة بدر أنزل الله عليهم النعاس فقال ابن القيم :"والناس في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن وهو من الله ".



وكذا في قصة عائشة رضي الله عنها حينما ضاع عقدها ثم بعد ذلك لم تجد القافلة مع شدة الموقف فقد غلبها النعاس رحمة من الله بها



وأما أمان الله لعباده يوم البعث ففي القرآن كثير من تلك الآيات قال تعالى ( وهم من فزع يومئذ آمنون )



وقال تعالى :( أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة ) فصلت(40)



وقال تعالى : ( إن المتقين في مقام أمين ) الدخان(51)



وقال تعالى ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) الدخان (55)



قال ابن القيم : فجمع لهم بين أمن المكان وأمن الطعام فلا يخافون انقطاع الفاكهة ولا سوء عاقبتها ومضرتها وأمن الخروج منها فلا يخافون ذلك وأمن من الموت فلا يخافون فيها الموت "



إن الأمن لايصل إليه العبد إلا ببذل الأسباب نذكر جزء منها :



التوحيد والبعد عن الشرك



البعد عن المعاصي وهذه هي حقيقة التقوى



الخوف من الله أما قال تعالى (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) الطور (26-27)



الدعاء والتضرع إليه (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هوالبر الرحيم )الطور (28)



الجهاد في سبيله



القرآن وذكر الله عموما ً قال تعالى :( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)



التوكل على الله قال تعالى :( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطلاق (3)



المحافظة على أذكار الصباح والمساء



نسأل الله أن يجعلنا منهم


محبة للعلم