[مهندس أحـمـد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم :


يقول عزّ من قائل : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } (111) سورة يوسف

فما ذِكّري لبعض القصص التي حصلت معي الا للعبرة والعظة وللتذكير أيضا وليس للتسلية والتفاخر بها ويشهد الله بما في قلبي .

أحبتي في الله قبل ما يقارب الـ " سبع " إلى " ثمان " سنوات حدث لي موقف لن أنساه ما حييت كيف وذلك الموقف كاد أن يكون آخر يوم في حياتي ولكن فضل الله وكرمهِ وحمايته حالت دون حصول ذلك الموقف , فما عشته في تلك الايام يرى الجاهلون أنه من ضرب الخيال أو أنه من الصُدف , لا والله ليس من الصدف وليس من الخيال , بل عشته بلحظاته وكأني أراه الآن أمام عينيّ , ولكنهم لم يعلموا بأن هناك ربًا تكفل بحماية عباده ورعايتهم .

أحبتي في الله قبل سبع سنوات كنت في أحد قرى المملكة العربية السعودية طبعا تلك القرية هي ديرتي التي أنتسب إليها , لا أذكر هل كان الفصل صيفا أم شتاءا ولكن الأقرب أنه كان صيفا لأن الوالد كان مسافرا , فكانت والدتي ( حفظها الله وأطال في عمرها لا تنسوها من دعائكم ) كانت هي من يقوم بنا وكنا في ذلك البيت بمفردنا انا وأخواني ووالدتي ولا يوجد بجانبنا إلا بيوت خاوية ليس فيها بشر ولا يوجد مراكز تجارية قريبة ولا غيرها . ففي تلك الليلة وكغيرها من الليالي ذهبنا للخلود الى النوم وكعادة الوالدة تقوم بجمعنا بجانب بعضنا البعض حتى نكون قريبين من بعض حتى في منامنا , وضع كلٌ منّا رأسه على مخدّتِه وكعادتي بدأت أقرأ وأذكر أذكار النوم " وهذا كل مقصدي من الموضوع أذكار النّوم , يستهين فيها البعض ويتناساها البعض الآخر بل إن بعض الناس هداهم الله يستبدلها والعياذ بالله بمزامير الشيطان " . المهم ذكرت أذكار النوم ووضعت رأسي ونمت ولكن ما الذي أيقظني .؟ هل الوالدة ..؟ أم أنه أحد أخواني ..؟ والله ليس والدتي ولا أحد من أخواني لم يوقظني سوى رب العالمين جلّ في علاه ولكن لماذا أيقظني ..؟ أيقظني لأني لجأت إليه قبل أن أنام , أيقظني لأني فوّضت أمري إليه , أيقظني لأني توكّلت عليه , أيقظني وانا لا أعلم عن نفسي شيئا وكأني في حلم , أيقظني لِأُبعد تلك الدّابة التي تريد أن تتدفأ في فراشي , لا وأين تريد المكوث تريد أن تمكث داخل ملابسي الداخلية " وأنتم بالكرامة " , نعم والله إنه حنش , ثعبان , أفعى , حية سمّوها ما شأتم ولكنّي أمسكتها بيدي وأنا لا أعلم ماهي هل هي لعبة أم أنه خيط منقطع من أحد ملابسي أم أنه .. أم أنه .. أم وأم وأم ... لم أكن أعلم بأن ما سأمسكه تلك الدابّة ولو علمت لتركتها تذهب من نفسها هذا إن ذهبت أو أن تلدغني فلن أحرك ساكنا , فحركتي تعني هجومها عَلَيّ وفي سكوني يعني انتظار الموت , والله العظيم وانا أكلمكم الان وأنا لا أعلم كيف أمسكتها , ولا أعلم أساسا أنّها " حيّة " . وهناك مفاجأة أخرى فعندما أمسكتها كأن أحدهم أمسك بيدي وقال لم تنسى الله قبل نومك فكذلك لن ينساك الله , ألقِ مافي يدك , فألقيت مافي يدي وانا والله لا أعلم ماهي , فعندما ألقيتها ألقيتها فوق أخي الذي كان ملاصقا لفراشي فأخذت أتحسس فوق أخي علّي أجد ما رميته لأتسلى به حتى تصحو الوالدة , جاء في مخيلتي أن هذا الشيء ربما يكون " مطاط " أو شيء من هذا لأن ملمسه كان قريب من ذلك , فأخذت أبحث ولم أجده , فرجعت الى فراشي , والله العظيم لم أشعر بنفسي إلا وأطرافي تحاول النهوض بي , فنهضت ووجدت نفسي أمام الوالدة فطبطبت عليها " أمي , أمي , أمي " قوووووووووومي فيه " حية " تحت فرااااشي , وأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أنّي لا أعلم أن هناك حية ولا أعلم انها تحت فراشي ولكن من الذي أعلمني ذلك ومن الذي أجرى على لساني ذلك .... نعم والله إنه اللـــــــــــــــــــــــــه جل في علاه . كان من المفترض علينا ولازلت ندمان على ما فعلنا ولكن لجهلنا فعلنا ذلك فلقد قتلناها وكان من المفترض علينا ان لا نقتلها فلقد كانت مسالمة ولكن لخوف الوالدة علينا قامت بقتلها .

أحبتي في الله ذكرت الله قبل منامي , فدَخلت حية فالتصق جسدها بجسدي , أمسكت بتلك الحية دون علمي انها حية والقيتها على أخي , بحثت عنها , لم أجدها , عدت الى فراشي , عادت هي أيضا تحت فراشي وهذا كله وأنا لا أعلم ما الذي أمسكت به , نهضت من فراشي دون سابق انذار , ذهبت للوالدة وايقظتها لغير سبب أعلمه ولكن رب السماوات والأرض يعلمه , رفعنا الفراش فوجدنا تلك الحية ملتوية تحت فراشي تماما .

أتريدوني بعد هذا كله أن أتخلى عن الاذكار بصفة عامة أتريدون منّي أن أتخلى عن أذكار النوم لا والله سأبقى ذاكرا لها ما حييت ولن يمنعني من ذكرها الا الموت , عباد الله أحبّتي يامن أستبدلتم الخيرات بالاثام يامن تم الضحك عليهم بمقولة الموسيقى تجعل أعصابك تهدأ فتتهيأ للنوم والله العظيم لن يُهَدِّأ أعصابك إلا :