[آزاده]

.
.
كلما زادت الضغوط الحياتية زادت الرغبة الى تذوق الجمال , زاد الإلحاح الى خلق جو خاص للتنفيس والاقتراب الشديد من الجمال.

لايوجد شخص يملك كمبيوتر لايوجد فيه ملف (ماي بيكشر) يحتفظ فيه صورا ينظر فيها بين فترة واخرى.
لايوجد انسان لم يتأمل يوما ما لوحة فنية فتنتابه جملة من المشاعر التي يرتاح اليها حتى لو كانت في منتهى البساطة !
تصميم , قصة ,صورة ,منظر طبيعي ,مشهد مر أمامك , طفل

مالذي يجعلك تمنح هذا الشيء او ذاك درجة من التألق والجمال ؟

مالذي يجعلك تحلق الى داخل المشهد ؟



قد يكون ماتراه قد اثار فيك متعة ..بهجة

او لامس آلامك,او اغرقك في شيء افتفدته في حياتك!


تصاب بالدهشة تريد ان تقرأ ماتراه ولكنك تجد انك تقرأ خبايا نفسك !
وكأن هناك مااُلقي في المياه الراكدة ...وما استغراقك وحيرتك الماثلة إلا تموجّات ودوائر متكررة ..تتسع حلقاتها وتتسع ...

تجد نفسك دخلت مرحلة التأمل

لايهمك كل ذلك المهم انك تريد ان تحدد ماهو شعورك اتجاه هذا الشيء ...
ومالذي جعلك تراه جميلاً ؟!
مالذي شدك اليه ؟

.


.
لم تكتشف الجمال الا لأن مزاجك رائقاً ,صافياً حيث حواسك نشطة, تتلقى مافي الموضوع من عناصر الى دماغك ,وهنا تبدأ بالإدارك والتحليل بشكل راق يجعلك تمسك بالمعنى.

.
.
على العكس من ذلك عندما تكون في حالة مزاج متكدر فلاتتحسس بالجمال ولاتجد حواسك مايستحثها على اكتشاف مكمن الجمال , الرؤية ضبابية والحواس معطلة.
.

.

.
توصل عالم النفس الإنجليزي (Edward Bullough) من دراساته الى وجود أربعة أنواع من الاستجابة هي :
النوع الفسيولوجي : ويحكم أفراد هذا النوع على الموضوع الجمالي من خلال ما يثيره الموضوع من أحاسيس فيهم .

النوع الموضوعي : وأفراد هذا النوع لا يتعاطفون جماليا مع الموضوع ، وأقرب الى أن يكونوا عقلانيين .ولهذا فأنهم لا يستمتعون بالموضوع في حد ذاته بل يعمدون الى مطابقته مع ما لديهم من معايير . فأن طابقها تعاملوا معه بطريقة شبه آلية ، وان خالفها أو كان غير مألوف لديهم فأنهم يميلون في الغالب الى رفضه .

النوع التشخيصي : وأفراد هذا النوع ينظرون الى الأشياء كما لو كانت أشخاصا يضفون عليها صفات إنسانية ، كأن يصفوا الشجرة عروسه .
وهم يتذوقون الموضوعات بانفعالات مفعمة بالحيوية .



النوع الربطي : وهؤلاء يحكمون على الأشياء من خلال ما تثيره فيهم من ذكريات أو تداعيات .فأذا كان قد شهد حادثة قتل مثلا فأنه ينفر من رؤية اللون الأحمر في لوحة فنية .وإن كان يذكّره بوردة حمراء أهداها شخص محب فأنه سيحب اللون الأحمر في تلك اللوحة الفنية .

هذا لا يعني أن الناس يتوزعون على هذه الأنواع الأربعة بشكل ثابت .

فالشخص الواحد قد ينتقل من نوع الى آخر وذلك تبعا لحالته النفسية والترف الفكري والظرف أو الموقف الذي هو فيه .
.
.

.الموضوع ليس منقولاً, بل اعتبروه بحثا متواضعا مني

.
تقديري