[رجل من أقصى المدينة]

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك مقولة مشهورة وهي جميلة جداً وهي
(من السهولة أن تَحب ولكن من الصعوبة أن تُحب)...
نعم...
قد تحب الكثير من الناس ولكن هل سألت نفسك يوماً ...
هل هم يحبوني كما أحبهم؟
هذا فيما بين الناس ...
ولكن هناك شيئ أعظم من ذلك ...
هل الله عزوجل يُحبك ؟
الله جل جلالة الذي خلق كل شئ وبيده مقادير كل شئ...

هل سألنا أنفسنا هذا السؤال الصريح...
هل أنت ممن قال الله فيهم {يحبهم ويحبونه}؟
قد يجاوب الكثير ويقول :لا أدري...
ولكن قد يسأل الكثير ويقولون كيف نصل الى محبة الله عزوجل لنا...
سيجيب على هذا السؤال الأمام ابن القيم رحمه الله المختص (بطب القلوب ) في كتاب الماتع مدارج السالكين كما في منزلة المحبة...
قال رحمه الله:
وللمحبة ..أسباب وموجبات ...وهي عشرة:

1/قراءة القرآن بالتدبر ، والتفهم لمعانيه، وما أريد به.

2/التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض، للحديث القدسي
(وما زال عبدي يتقرب الىّ عبدي بالنوافل حتى أحبه).

3/دوام ذكره على كل حال ، باللسان والقلب والعمل ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر لله عزوجل.

4/إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه وإن صعبالمرتقى .

5/مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.

6/مشاهدة بره وإحسانه ، وآلائه ونعمه، الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية الى محبته.

7/وهو من أعجبها إنكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.

8/الخلوة به وقت النزول الإلهي ، لمناجاته وتلاوة كلامه ، والوقوف بالقلب ، والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم يختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

9/مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم ، كما ينتقى أطايب الثمر، ولاتتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام ، وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ، ومنفعة لغيرك.

10/ مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عزوجل.

ثم ختم كلامه رحمه الله وقال:
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب...
اللهم أنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك...