[الابتسام]

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحافظ الحكمي :.

والموت فاذكره وماوراءه فمنه ما لأحد برادءه
وإنه للفيصل الذي به ينكشف الحال فلايشتبه
والقبر روضة من الجنان أو حفرة من حفر النيران
إن يكُ خيرا فالذي من بعده أفضل عند ربنا لعبده
إن يكن شرا فما بعد أشد ويلٌ لعبد عن سبيل الله صدّ
تالله لو علمت ماوراءك لما ضحكت ولأكثرت البكا


اخواتي ..أخواتي

يمر الانسان في قافلة الموت ... ويتذكر هذا المصير المحتوم ... وهذه الساعة المقضاة
من الله على ابن آدم .....ساعة الموت الذي يُذل فيها الجبّار ؟؟؟ ويُذعن فيها العاصي ...ويعود فيها المتمرد ... ويتوب فيها المذنب .
ساعة الموت الساعة الأليمة التي يمر بها الملك والمملوك . . . والرئيس والمرؤوس ...والغني والفقير.
سوف تمر بنا هذه الساعة التي تُنسي ماقبلها والتي يتذكر فيها الإنسان حسابه مع الله
مــــاذا فعل ...؟؟؟
مـــــاذا قدّم ...؟؟؟
مـــــاذا عمل في تلك الساعات التي أفناها في القيل والقال ...؟؟
وفي اللهو والعب ؟؟
زفي مرافقة الأقران ...؟؟

ولو نجا أحد من الناس من ساعة الموت تلك لكان الواجب أن ينجو محمد صلى الله عليه وسلم
ولكنه والله ما نجا . . . فقد مر بها كما يمر بها الإنسان العادي . . .وهو أشرف الخلق على الله تبارك وتعالى . . . وهو أكرم الناس على رب الناس . . . لكنه تلقاها برحابة صدر لأنه أحسن العمل مع الله ..

*معاذ ابن جبل رضي الله عنه . . . أتته سكرات الموت مع الفجر .. فقال :

اللهم إني أعوذ بك من صباح إلى النار . . . اللهم إنك تعلم أني لم أحب الحياة لغرس الأشجارولا لجري الأنهار ولا لعمارة الدور ولا لبانية القصور . . . لكني والله كنت أحب الحياة لثلاث خصال:
لمكابدة الهواجر ( أي صيام الأيام الحارة )
ولقيام الليل
ولمزاحمة العلماء في حِلَق الذكر

أمانحن لو سُئلنا لقلنا : كنا نحب الحياة لنزور فلاناً وعلاناً
ونركب السيارة الفاخرة . . ونسكن في الشقة الوثيرة .. ولنتمتع بالمطاعم والملابس
ولنتقلد المناصب . .و لنجمع الأموال ولنعتّد بالاولاد ....
هذه حياتنا التي لاتختلف عن حياة البهائم .... إلا في أننا ننطق ونعرف ونتكلم ...

كان سفيان الثوري رحمه الله تعالى إذا جلس مع الناس يجلس قليلاً وهو يسبّح ثم ينتفض وإذا هو واقف .
فيقولون له : ما لك يا أبا سعيد ؟قال : والله لقد ذكرت الموت

أشاب الصغير وأفنى الكبير كرّ الغداة ومرّالعشي
إذا ليلة هرمت يومها أتى بعد ذلك يوم فتي
نروح ونغدوا لحاجاتنا وحاجة من عاش لاتنقضي
تموت مع المرء حاجاته وتبقى له حاجة مابقي

ولذلك يقول الذهبي :

كان سبب موت سفيان الثوري أن ذكرى الموت فتّتّ كبده حتى عرض على الطبيب فقال : هذا رجل لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام.
قرأسورة ألهاكم التكاثر بعد صلاة العشاء فبقي يرددها ويبكي حتى الصباح ... وكان يبكي أهله وجيرانه من بكائه رضي الله عنه وأرضاه لأنه على العلم اليقين بالموت.

يقول الله سبحانه وتعالى :*( كَلّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقيِن)*"التكاثر"
لأن علمنا الآن في الآخرة علمٌ ظني ليس علم يقين . . . ندري أنّا سوف نموت . . . وندفن الآباء ووالأجداد والأمهات والأبناء ...لكنه علم ظني وعلم نظري ماتعمّضق في قلوبنا . . . ولو تعمّق في قلوبنا لكنّا أقبلنا على الله وتجرّدنا إلى الله وأتينا بهمة وعزيمة إلى الله . . . وحفظنا أوقاتنا مع الله

إلى هنا أقف

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم ولكن أردت تذكرتكم بالموت
وأعلمن أن من أيقن الموت وعلم أنه نازل به لا محالة فلا بد من الاستعداد له بالأعمال الصالحة وبالإجتناب من الأعمال الخبيثة فإنه لايدري متى ينزل به .

أكثرو الإستغفار وذكر الله وقراءة القرآن
استغلوا الأسبوع هذا والجاي بالاعمال تعويضاً عن الايام الماضية مع انها ذهبت هباء وانطوت لانعلم على ماذا انطوت

لا إله إلا الله

إسم الكتاب الذي أقتطف منه هو : وجاءت سكرة الموت بالحق
للشيخ : عائض بن عبدالله القرني