[راعي الذود]

وقفت على بابك ايها الزمن ..

وقفت وكلي امل ان استرد ماضاع ..
وقفت حائراً .. وقفت باكياً ..
نظرت الى تلك الجدران الموحشه ..
فغصت عيناي بالمدامع ..
وتهاوت الحروف على الحناجر ..
اين اختفى اهل ذاك الزمان ؟!
مشيت .. ومشيت .. فلم ارى سوى تلك الجدران الباليه ..
استرجعت بذاكرتي الى الورااء ..
أهذا المكان الذي عشت فيه طفولتي ؟!
اين امي ؟ اين ابي ؟ اين من كانوا هنا ؟!

جلست اراقب السماء .. لعلني اجد اجابه لتلك التساؤلات ..
اتكئت على ذلك الجدار المتهتك ..
فسمعت صوتاً خلفي يحدثني ..
يقول لي : لاتبكي يابني ..
فقلت له من انت ؟؟
فـأجاب ببسمه كلها حزن وشقاء ..
انا هذا الجدار الذي استندت عليه ..
نظرت له وهو مائل وموحش ..
كأنه شيخ كبير انهكته تصاريف الاقدار ..
فقلت له : مابالك ايها الجدار ؟
فقال : لقد هجرني من كنت لهم انيساً ..
كنت احس بكل مايدور في هذه الشوارع ..
كنت افرح لفرحهم واشقا لحزنهم ..
كنت الاب العطوف بهم ..
نعم يابني !
هجروني بغير رجعه ..
وها أنا شخت ولم اجد سوى تلك الشوارع المظلمه ..
فانا في كل يوم انهار ..
بكل قطرة مطر انهار ..
بكل ريح قويه انهار ..
لم اعد سوى ذكرى تؤرقهم ..
واصبحت لهم من التراث الازلي ..
كنت ابكي عندما يهرب الاطفال مني ..
هل اصبح شكلي يروعهم الى هذا الحد ؟!
آآآه .. آآآه ..
فاذهب يابني !
ولا تلتفت ورائك ..
فلا رجعه لتلك الايام ..
ودعني اموت بسلام ..
وسأبقى رمزا يدل على اهات الايام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

شعر : راعي الذود ( سمو الحرف )