[عفاف]

[font=Times New Roman] & الخوف والرجاء والحب &[/font]

الخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد من الخلق ،وقد توعد الله سبحانه خاصةّ خلقه على المعصية،قال الله تعالى{ذَلِكَ مِمّآ أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُكَ مِنَ اْلْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اْللهِ إِلاَهاً ءَاَخَرَ فَتُلْقَى فىِ ِ جَهَنّمَ مَلُوماً مّدْحُوراً} الإسراء39
ولم يزل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون يخافون النار ويخوفون منها .
وكان بعض السلف يقول:من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ،ومن عبد الله بالحب فهو زنديق،ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحد مؤمن .
وسبب هذا أنه يجب على المؤمن أن يعبد الله بهذه الوجوه الثلاثة:المحبة،والخوف،والرجاء ولا بد له من جميعها،ومن أخل ببعضها فقد أخل ببعض واجبات الإيمان.
قال يحيى ابن معاذ:حسبك من الخوف مايمنع من الذنوب ولا حسب من الحب أباً.

فأما الخوف والرجاء فأكثر السلف على أنهما يستويان لا يرجح أحدهما على الآخر ،قاله مُطرَف والحسن وأحمد وغيرهم .
ومنهم من رجح الخوف على الرجاء ،وهو محكى عن الفضيل وأبي سليمان الداراني .

قال أبو سليمان الداراني [أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل ،وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خرب .].

قال وهيب بن الورد[لا تكونوا كا لعامل يقال له :تعمل كذا وكذا ،فيقول نعم ،إن أحسنتم لي من الأجر ، ومراده ذم من لا يلحظ في العمل إلا الأجر.

**وهؤلاء العارفون لهم ملحظان:
أحدهما:أن الله تعالى يستحق لذاته أن يطاع ويحب ويبتغي قربه والوسيلة إليه مع قطع النظر عن كونه يثيب عباده ويعاقبهم .
وهذا هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قام حتى تورمت قدماه فقيل له:
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال ((أفلا أكون عبداً شكوراً))

الملحظ الثاني:أن أكمل الخوف والرجاء ما تعلق بذات الحق سبحانه دون ما تعلق بالمخلوقات في الجنة والنار،فأعلى الخوف خوف البعد والسخط والحجاب عنه سبحانه.

تأثير الخوف في السلف:
روى عن الفضيل قال :أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول :النار ،ومتى الخلاص من النار.
كان الحسن يقول :إن المؤمنين قوم ذلت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى وهم والله أصحاب القلوب ألا تراه يقول{وَقَالُواْ اْلْحَمْدُ لِلِه اْلّذي أَذْهَبَ عَنّا اْلْحَزَنَ}
***************
هذا والله أعلم.
من أطلا عي أختكم:عفاف.