[عبدالرحمن الحربي]

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


ومن أسباب السعادة الزوجية :


أن يقيما البيت على الطاعة:
قال تعالى ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) يقول القرطبي: ( في هذه الآية دليل على أن كل شيء ابتدئ بنية تقوى الله تعالى والقصد لوجهه الكريم فهو الذي يبقى ويسعد به صاحبه ويصعد إلى الله ويرفع إليه ).
فكل أسرة لا تبنى على تقوى من الله وطاعته فسوف يكون هذا البناء آيلاً للسقوط في أي لحظة، لأن أساسه غير متين و يكون هذا البناء وبالاً على صاحبه في الدنيا والآخرة، لذلك ينبغي على المقبلين على الزواج أن يحذروا المنكرات من أول يومٍ في حياتهم فلا آلات طرب ولا اختلاط ولا سهر و لا تضييع للصلوات، ومن ثم يعمل الزوجان على تطهير بيتهما من كل منكر مسموع أو مرئي أو غيره، ولا يكتفيا بذلك بل يحرصان على الطاعات من صلاة وصيام وصدقة وغيرها ويستزيدان من الطاعات من قيام ليل وقراءة قرآن وصلة أرحام وغيرها، لأن للطاعة بركة تضفي على البيت جواً إيمانياً يبعد عنه المشاحنات والمشكلات.
قال صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) ومن ذلك التواصي على الطاعة بالتذكير بها والحث عليها فقد ثبت عن النبي  أنه إذا أوتر يقول: ( قومي فأوتري يا عائشة ) وحبذا لو خصصا درساً أسبوعياً لهما و للأبناء مثل قراءة في كتاب من كتب السيرة أو الفقه ، كل حسب علمه ، فإن تم ذلك حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ، فما ظنك ببيت توفرت فيه هذه البركات لا شك أن السعادة سبيله والفلاح طريقه.


والله أعلم و أحكم