[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ورد إلي السؤال التالي من محبة للموقع ومهتمة بهذا العلم:

الدكتور الشيخ فهد العصيمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمدك الله بالصحة والعافية، وبارك الله لك بعلمك وأنعم عليك بهذا العلم، لذلك أنت خير من يُسأل عن هذا، الوالده ذكرت لي قصة تعجبت منها !!!

ذكرت لي أن هناك امرأة قصت رؤيتها على أحداهن، قالت رأيت: أن القمر بحجري، فقالت لها الأخرى أشتري رؤيتك؟ فقبلت !

وبعد فتره أتى رجل صاحب علم ومركز إلى والد البنت، (صاحبة الرؤيا) وطلبها لزواج، فأصيبت تلك البنت بمرض قبل الزواج!

فقرر الرجل الزواج بأخرى، فوقع الاختيار على تلك البنت التي اشترت الرؤيا!!!!من غير أن يعلم عن قصة الرؤيا... فتزوج بها !

ما و جهة نظرك عن( بيع الرؤى )؟

....حفظك الله ورعاك.............................


فقلت لا أعلم شيئا صحيحا يدل على إمكانية بيع الرؤى، أو بالأصح الرغبة في الاستئثار بدلالاتها، وقد يُعلم أو يُظن بإنسانٍ ما مكانة كبيرة تنتظره من قبل أبيه مثلا، كما حصل للنبي يوسف، ولذا طلب منه أبوه يعقوب أن يكتم رؤيته عن إخوته؛ خشية أن يكيدوا له كيدا، ولم يقل مثلا احذرهم أن يشتروا منك رؤيتك !! ولو كان سائغا أو ممكنا لقاله، وقد وجد في السيرة ما دل على معنى قريب من هذا؛ وهو أن عبد الله والد محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان في سفر قبيل زواجه بآمنة فرأته كاهنة ورأت في وجهه نورا وحاولت أن تمكنه من نفسها، لتستأثر بولد منه رأت أو تنبأت أنه سيولد له، فرفض عبد الله وبعد ان تزوج بآمنة خرج في سفر لنفس الجهة التي فيها هذه الكاهنة، فمر بها ولما رأته سألته إن كان قد تزوج فأخبرها بزواجه، وعرض عليها هو تمكينها من نفسه فرفضت وقالت بأن ما كان يدعوني لتمكينك من نفسي قد زال من وجهك الآن !! وبغض النظر عن صحة القصة أو عدم صحتها، فهذا الأمر يمكن حدوثه بأن يحسد الإنسان على بيته او ماله أو علمه، وأن يرغب في الاستئثار بها ممن له نفس دنيئة حسودة، ولكن أن يسعى أحد ما لشراء رؤى أحد ما فهذا لا أعلم له أصل صحيح، ولا أرى أن الرؤى يمكن شراؤها أبدا، إذ أن الرؤيا من الله وليس للبشر تدخل فيها أبدا.