[الفقير إلى الله]

اخواني... اخواتي,,,
أود أن اذكر نفسي وأذكركم بموضوع نسيه كثير من الناس ... يسمعونه فيمرون عليه مرور الكرام ولا يكادون يتذكرونه إلا في رمضان فاصيبت قلوبهم بالصدأ !
إنه:
ذكــــــــــــــــــر الـــلــــــه
وصدأ القلب بأمرين : بالغفــــلة والذنــــب
فمن كانت الغفلة أغلب اوقاته ، كان الصدأ متراكباً على قلبه ، وصدؤه بحسب غفلته ، لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه ، فيرى الباطل في صورة الحق ، والحق في صورة الباطل ، لإنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم ، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه.
فإذا تراكم عليه الصدأ واسود ، وركبه الران ، فسد تصوره وإدراكه ، فلا يقبل حقاً ، ولا ينكر باطلاً ، وهذا أعظم عقوبات القلب. وأصل ذلك من الغفلة ، واتباع الهوى ، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره. ( ابن القيم )
قال تعالى ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطاً )
وإذا ما حصل هذان الأمران إنقلبت حياة الإنسان إلى هـــــم وغــــــم ونكــــــد وحـــــزن وشقـــــــاء قي العيش
قال تعالى: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً)
ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشده لشدة حاجة العبد إليه، وعدم إستغنائه عنه طرفة عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله عز زجل كانت عليه، لا له، وكان خسرانه أعظم مما ربح في غفلته عن الله.
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من ساعة تمر بابن آدم لا يذكر الله تعالى فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة ) رواه البيهقي
وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا يذكر الله بالميت حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ) رواه البخاري
والذكـــــر من أحب الأعمال إلى الله فعن معاذ رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله عو وجل ؟ قال ( أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل ) رواه ابن حبان والطبراني
أخي المسلم...أختي المسلمة...
لو ذكر اسم أي إنسان في عصرنا هذا إلا من رحم الله في الجريدة أو وضع عنه خبر لسرعان ما وجدت هذا الإنسان يخبر رفاقه ويتباهى بما حصل!
فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي يذكرك في نفسه ويذكرك عند ملائكته لإنك ذكرته، في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإن أتاني يمشي ، أتيته هروله ) رواه البخاري
والذكر من أفضل الأعمال عند الله تعالى أزكاها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ) قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : ( ذكـــــــر الله عز وجل ) رواه احمد والترمذي وابن ماجه
وفي الترمذي أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، وأنا قد كبرت ، فأخبرني بشي أتشبث به ، قال صلى الله عليه وسلم ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله )
وذكر الله سبب لنيل أفضل درجة عند الله يوم القيامه،
حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العباد وأرفع درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : ( الذاكرون الله كثيراً ) قيل : يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال ( لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دماً كان الذاكر لله تعالى أفضل منه درجه ) رواه الترمذي

فوائد الذكر
لإبن القيم كتاب بإسم ( فضائل الذكر والدعاء ) ، هذا الكتاب الذي أنصح بشده أي شخص أن يطلع عليه، حيث يوجد به أكثر من مائة فائدة للذكر سأذكر بعضها:
1- أنه يطرد الشيطان 2- أنه يرضي الرحمن عز وجل 3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب
4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور 5- أنه ينور القلب والوجه 6- أنه يجلب الرزق
7- أنه يكسو الذاكرة المهابة والحلاوة والنضرة 8- أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان ، فيعبد الله كأنه يراه ، ولا سبيل للغافل إلى مقام الإحسان
8- أنه يحط الخطايا ويذهبها 9- أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والباطل
10- أنه ينجي من عذاب الله 11- أنه من أيسر العبادات وأجلها وأفضلها
12- أنه غراس الجنة

أخيراً : تذكروا اخوتي في الله... تذكروا من القبور... تذكروا أنه يتمنون أن يخرجوا من القبور لدقائق معدوده حتى يحمدوا الله ويسبحوه ويهللوه لما رأوا حتى يحصلوا على اعلى الاجور...
أسأل الله جل جلاله أن يجعلني وإياكم ممن قال فيهم سبحانه ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً )

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.