[الفقير إلى الله]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
إليك أخي- أختي-- تلك الكلمات في موضوع كثير من الناس من ينساه في زحمة الحياة، بالرغم من أنهم مقدمون عليه، ولا بد أن يتجرعون كأسه، إنه:
المــــــــوت!
لا يعرف الصغير000 ولا يميز بين الوضيع والوزير... ولا يحابي صاحب المنصب الكبير...
أخي المسلم... أختي المسلمة:
هل خلوتم يوماً بأنفسكم فقلتم لها: يا نفس إنك ( شي ! )، وقد قال تعالى: ( كل شي هالك إلا وجهه )
أخي...أختي... :
( إنه هــــــــــــاذم اللــــــــــذات )
دعاكم النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة تذكره! إذ يقول صلى الله عليه وسلم: ( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) رواه الترمذي والنسائي في صحيح النسائي
أخي...أختي...
أليس من العجيب أن نودع كل يوم ميتاً !!! ثم لا يحرك ذلك قلباً ؟!! ولا يثير خوفاً أو فزعاً؟!
بل كأن الموت مكتوب على هذا المشيع وحده!
فكم هي هذه الغفلة قبيحة!
وكم هي كريهة وشنيعة!
إنه عمى القلوب!
وما اسوأه من عمى ...
قال جل جلاله ( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
أخي...أختي...
إذا شغلتك الدنيا فتذكر الموت... فإنك راحــــــل!
ولن تجد لتلك النفس سوطاً أشد عليها من تذكر المــــوت!!!
(( فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك ؟! وإذا نقلت من سعة إلى ضيق ! وخانك الصاحب والرفيق! وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ! وغطوك من بعد لين لحافك بتراب ومدر !
فيـا جامع المال والمجتهد في البنيان!
لـــــيـــــــس لك والله من مال إلا الأكفان ! بل هي والله للخراب والذهاب ! وجسمك للتراب والمآب ! فأين الذي جمعته من المــــال ؟!
فهل أنقذك من الأهوال ؟!
كــــــــــلا...
بل تركته إلى من لا يحملك ! وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك! (القرطبي)
أخي...أختي...
كم مضى من الدنيا ؟!
وكم هلكت من أجيال وامم ؟!
كم ميت من أخوانك وأحبابك تحت الثرى ؟!
كم مرة حدثت نفسك أنك قد تموت اليوم أو غداً ؟!
كم من العمر مضى وأنت تؤمل الآمال العراض ؟!
وهل بلغت كل ما تؤمل ؟!
وإن ! هل وقفت بك الآمال عند أملك ؟!

أخي...أختي... :
تذكر... ثم تذكر... وإليك ( وللعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي لع أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل إنتقاله إليه ) (الإمام ابن القيم )

أخي...أختي...
كونوا على حذر ! وهل يغني الحذر ؟ مابقي غير العمل الصالح فهو خير زاد... وخير رفيق يوم المعاد... وروضتك يوم الرقاد... وأنيسك إذا تفرق عن قبرك العباد...
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين