[مــحــمد]

أوضح الباحث ممدوح بن متعب الجبرين أن ليلة القدر لهذا العام تبدأ بمغيب شمس اليوم الاثنين فتكون هي ليلة الثلاثاء، وفي التوقيت على صيامنا هنا بالمملكة هي ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان.
وقال الجبرين بعد أن وافق دخول شهر رمضان لهذا العام التقويم الذي أعده قبل أعوام عدة وحدد فيه موعد دخول شهر رمضان وليلة القدر، وجاء مخالفا لتقويم القرى: "أقول الحمد لله رب العالمين، في قوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته، ليس لجماعة في وادٍ أو في جبل أو في قرية أو في مدينة، فلو كان هذا لهؤلاء لكانت الفرقة أصلاً، ولصام كل مجموعة من المسلمين على رؤياهم هم فقط، ولك أن تتصوّر بلداناً مساحتها كيلومترات وهي متقاربة كلٌ يصوم على رؤيته، ولكن الحق أن قوله صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته) هو خطاب للمسلمين جميعهم، فبشهادة شاهدين برؤية الهلال يلزم الصوم لكل مسلم علم بهذا، وإمكانية العلم بخبر الرؤية في هذا الزمان متوافرة بالدقائق بل بالثواني وليس بالأيام والأسابيع".
وأضاف: "مما يوضّح هذا الالتباس الفقهي ويردّه ردّاً شرعياً هو قول الله عز وجل: إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، وقوله عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة القدر". ويبيـّن هذا الكثير من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام التي تحدد ليلة القدر بأنها ليلة واحدة في شهر رمضان وأكرر: إن ليلة القدر هي ليلة واحدة في شهر رمضان، ومنه فإن دخول شهر رمضان المبارك هو في ليلة واحدة على أهل الأرض". وقال الجبرين في حديث لـ "الوطن": "ليلة القدر تبدأ بمغيب شمس يوم الاثنين فتكون هي ليلة الثلاثاء، وفي التوقيت على صيامنا هنا بالمملكة هي الخامس والعشرين، والخطأ الواضح لمن يرى، هو أن يكون لاسم ليلة القدر اسمان بثبات التاريخ أو يكون لها تاريخان مختلفان بثبات الاسم، وهذا لا يكون أبداً، فإن قلنا إن ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء، صارت عند بعض المسلمين ليلة 25 وعند بعضهم 24 وإن قلنا إن ليلة القدر هي ليلة الخامس والعشرين صارت عند بعضهم الثلاثاء وصارت عند الآخرين ليلة الأربعاء، ولا يحل هذا الإشكال إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بما روي عنه من الحديث في الصحاح.
وعن ليلة القدر وأنها ليست من علم الغيب قال: ليس حسب قولي، بل هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يتفيقه برأيه وتأويله فإن مردّنا إلى حديث رسول الله وفقه الصحابة من بعده وفقه التابعين من بعدهم وفقه علماء المسلمين، وإذا بحثت الأمر وجدت أكثر من أربعين قولاً في تحديد ليلة القدر أوردها النووي في شرحه للصحيح وأوردها ابن حجر وهذه الأقوال هي للصحابة وللتابعين ولعلماء المسلمين، فكيف يظن بهم أنهم يقولون هذا في أمرٍ هو من علم الغيب.
وعن صفات ليلة القدر التي وردت في ليلتها ولكنها لا تعرف إلا بعد طلوع شمسها، قال: ورد صفات لليلتها، ولكن الآية الكبرى لمعرفتها هي في طلوع شمسها كما ذكرت، ففي حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه في صحيح مسلم وهو بالنص: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،عَنْ عَبْدَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، سَمِعَا زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ سَأَلْتُ أُبَي بْنَ كَعْبٍ رضى الله عنه فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ‏.‏ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَرَادَ أَنْ لاَ يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ وَأَنَّهَا فِي ْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ‏.
‏ثُمَّ حَلَفَ لاَ يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَقُلْتُ بِأَي شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ قَالَ بِالْعَلاَمَةِ أَوْ بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومن هذا الحديث :
أولاً : لصبيحة ليلة القدر علامة خاصة بها تحديداً.
ثانياً: الذي حدد هذه الآية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التحديد هو بعد أن تمضي تلك الليلة المباركة فما الفائدة يا ترى من معرفتها بعد أن تمضي؟ هنا لا يكون للعبادة ميزة لأنها سلام إلى مطلع الفجر فقط وليس إلى طلوع الشمس وعليه فإن معرفتها بطلوع شمس يومها أقول إنه لمعرفتها تحديداً باسمها وبالتالي معرفتها في السنة الآتية حيث: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) ومن معرفتها فوائد عظيمة، ومنها أن نعرف الليلة التي يدخل فيها شهر رمضان على كوكب الأرض.
ثالثاً: من قول الصحابي أبيّ رضي الله عنه نعلم أنه كان يبحث عن هذه الصبيحة وأنه علمها وأنه علم أي ليلة، ليلة القدر بل إنه أقسم بالله الذي لا إله إلاّ هو أنها ليلة سبع وعشرين، فلم ينكر عليه من صحابة رسول الله أحد".
وناشد الباحث الجبرين في آخر حديثه من يشكك بالعلم الذي اهتدى له ومن يخالفه وقال: "عليه النظر للشمس في صبيحة يوم الاثنين وصبيحة يوم الثلاثاء وسيرى بعينيه الحق الذي لا شك فيه، ويتحقق من هذا الأمر بنفسه وبمن شاء من علماء المملكة أو علماء المسلمين، وكل من يريد التأكد يستطيع أن يعرف هذا الأمر بالرجال المخلصين وبالتقنية من مدينة الملك عبدالعزيز وغيرها، وعليه أن يجعل هذا عملاً يقوم به ليتحقق منه ويثبته ويجمع المسلمين عليه من اليوم وحتى قيام الساعة، وأنا على أتم استعداد لمناقشة هذا الأمر مع أي عالم مسلم على وجه الأرض".
-------------------
تنبيه:
هذا مجرد ظن وليس معنى هذا أن نصلي هذه الليلة وباقي الليالي نفوتها ربما كانت ليلة القدر بعد هذه الليلة بل نجتهد في العشر كلها وإن شاء الله نصيبها وبالله التوفيق .