[الكون]

بسم الله الرحمن الرحيم


تضجرت و تململت من نظرها إلى الساعة بين حين و حين .. لماذا لم يأت ؟..
اتصل بها أخيراً .. " أنا مشغول ، لا أقدر الآن .. سأتأخر "
سكتت .. لكن ليس طويلاً فبمجرد أن ترى أحداً ستتكلم و تشكي و تئن ..
أفبعد طول الانتظار يقول سأتأخر .. و تتعجب و تتأفف و قد تصرخ في وجه من يسألها !!

لماذا غضبت و ضجرت ؟ ألأنه تأخر و اعتذر متأخراً لتأخره ؟ .. لا ترى أنه من العدل أن يتأخر و يجد في كل يوم عذراً لها ..

حسناً هي تريد أن تكون السيارة حاضرة في كل وقت أو في وقتها المعتاد ، و لا ينبغي أن تتأخر لأنه من المعروف أن وقت خروجها هذا الوقت بالذات و ليس وقتاً آخر .. لذا ينبغي عليه أن يوفر السيارة كل يوم و في نفس الوقت تقريباً ..

كل ما ذكر آنفاً إنما هو لامرأة انتظرت ولي أمرها ليقـلـّهـا بسيارته ..

بقي أن أقول لكم أن هذه المرأة نفسها لم تؤدي الصلاة في وقتها !! تريد أن تؤدي الصلاة بعد وصولها .. و تأخيرها لصلاتها بحجة أن منزلها قريب و تستطيع أن تؤديها إذا وصلت !!

أليس هذا تأخير أيضاً !! و أي عذر نقدمه تبريراً لهذا التأخير ؟

و من كان يرجوا لقاء الله ، لا يؤخر صلاته إلا لعذر .. و اتقوا الله .. و ما الله بغافل عما تعملون

.