[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد1427/1428هـ أتقدم لكم جميعا بالتهنئة، وأرجو لكم التوفيق، وأهيب بكم بالعناية بأولادكم وبناتكم صغيرهم وكبيرهم.
أذكركم أحبتي بأمور مهمة جدا، ومنها:
1/ الحرص على الاهتمام بالتربية الدينية لهم، جنبا إلى جنب مع التربية المادية والسلوكية، فكثير منا مثلا قد يهتم بالاستيقاظ وإيقاظ أبنائه قبيل وقت الذهاب للمدرسة بوقت كاف، وهذا عمل جيد وضروري، ولكنه لم يفكر يوما بالاستيقاظ وإيقاظ من عنده من أبناء وبنات كبار لصلاة الفجر، وهذا عمل خطير جدا، وممحق للبركة فيهم.
2/ الحرص على التوازن في توزيع أوقاتهم فلا يغلب جانب على آخر، فلا بد من إعطائهم وقتا كافيا من الفسحة، ولكن دون مغالاة في هذا، فنحن نرى البعض اليوم يقسم وقت أولاده لقسمين؛ فقسم للدراسة وقسم آخر للعب وخاصة بجهاز السوني أو البلاي ستيشن، بينما يجب أن تزرع لدى الأولاد ميول أخرى لهوايات أجدى وأكبر نفعا، كالقراءة والكتابة وتعلم العمل على أجهزة نافعة، أو حتى ممارسة بعض الرياضات الحركية في داخل البيت أو خارجه، وأما الجلوس طويلا منهم أمام التلفاز أو أمام أجهزة السوني، فهذا خطير جدا عليهم بعدة مستويات، صحيا وذهنيا وحركيا.
3/ أهمية تسجيلهم في مراكز لتعليم القرآن أو الحاسب او اللغات، وهذا يكون جنبا إلى جنب مع دراستهم، واحذر ان تقول بأن الوقت لا يكفي لدراستهم الصباح ولهذه الفعاليات، فالكثير غيرك عملوها وسبقوك وبرع أولادهم أيما براعة.
4/احرص على مبدأ الثواب والعقاب لمن أحسن ولمن أخطأ، وأنصح الآباء والأمهات بأن يتعلموا بعض الأساليب وبعض الطرق التربوية كل عام، وألا يتوقعوا أن الدراسة والتعلم حكرا لفئة أو سن معينة، وليجد أولادكم لديكم طرقا وأساليب جديدة في كل عام.... وهذا من شأنه أن يشوقهم ويزيد في سرعة استجابتهم...وهنا أخبروهم بأنكم تعلمتم جديدا، لتقوى دافعيتهم للعلم وللتعلم.
5/أكثروا من الدعاء لهم، وازرعوا لديهم حب الفأل وكره التشاؤم، ودعوهم يتسلحوا بالدعاء لأنفسهم ولكم، فالكثير يغفل عن هذا السلاح القوي.
6/ أبعد عن التشدد والقسوة في التعامل مع أبنائك، وبخاصة مع المراهقين أو المراهقات، واستبدله باللطف واللين والبشاشة والهشاشة في وجههم، وصادقهم وستجد عجبا.
وشكرا لكم وأتمنى لكم التوفيق.