[ابو عمران]

الحمد لله الحمد لله العلي الأعلى الولي المولى الذي خلق فسوى و حكم على خلقه بالموت و الفناء و الباقي إلى دار الجزاء ثم الفصل و القضاء " (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى)(طـه: من الآية15) " و لقد قال تعالى في محكم التنزيل " (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى، وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) (طـه) . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و إليه المنتهى ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون. وبعد .... أهلي الأعزاء ... امتثال إلى سنة رسولنا الكريم فقد كتبت وصيتي فانا اليوم امشي على الأرض وغداً أكون تحت الثرى وفي ذلك الوقت لا تنفع النفس إلا بما تسعى ووقتها لا املك لنفسي ضراً ولا نفعا ... فالأول اسمعوا لوصيتي هذه بالإذن و الثاني اخلصوا لها بالقلب وان شاء الله تكونوا لها طائعين ... أوصيكم بالتالي : 1 . من اعتصم بالله و رسوله فقد اعتصم بالعروة الوثقى و سعد في الآخرة و الأولى و من يعصي الله و رسوله فقد ضل ضلالا بعيدا و خسر خسرانا مبينا، أسأل الله أن يجعلني و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله صلى الله عليه و سلم و يتبع رضوانه و يتجنب سخطه فإنما نحن به و له . 2 . أوصيكم أهلي بتقوى الله حق التقوى واعلموا آن أجسادكم وأرجلكم على النار لا تقوى فاتقوا الله بالسر والعلانية واعلموا آن الله معكم يسمع ويرى فاتقوا الله ما استطعتم و لا تموتن إلا و أنتم مسلون. قال تعالى : ((.............يأيها الناس أتقو ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد * ............... )) . 3 . أوصيكم بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها فان آخر كلام رسولنا الكريم ( الصلاة الصلاة ) قال تعالى : (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ...... )) . 4 . مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ما استطعتم ولا تخافوا في الله لومه لائم قال تعالى : (( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...)) .... 5 . أوصيكم بالطاعات والابتعاد عن المعاصي والسيئات فان الإيمان يزيد بالحسنات وينقص بالسيئات وعليكم بكلام خير الأنام رسولنا الكريم (( اتبع السيئة الحسنة تمُحها و خالق الناس بخلقٌ حسن )) .... يقول الله عز وجل في كتابه : (( .....من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ ءامنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون *.....)) ... يقول ابن العباس أن للحسنه ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعه في الرزق وقوه في البدن ومحبه في قلوب الخلق ؛ وان للسيئة سواداً في الوجه وظلمه في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضه في قلوب الخلق ................ 6 . عليكم حمل هم هذا الدين فعلى كل منكم آن يجتهد وان يعتبر نفسه قائداً ولا يقول أني شخص واحد ماذا سأصنع .؟ رغم ما نراه من احتلال و تدنيس لمحرماتنا - اغتصاب ظلم وعدوان قتل سرقة ونكران – لكن لا نيأس لابد من أن نجتاز هذه المحنة بكل ما تخفيه لنا لكن حتما سننجح في تخطيها سننجح في تحقيق النصر .. لو رجعنا لكتاب الله وسنة نبينا الكريم قال تعالى : ( آن تنصروا الله ينصركم ) ..حينها فقط سننتصر وبجداره . ولكن على كل منا آن يتحمل مسؤولية هذا الدين وليعلم انه يوم القيامة سيسأل عنه فإن الله ( لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ... أن الأمة تحتاج إلى الجيل الذي يحمل القران في قلبه تحتاج الجيل الذي يكون قدوته رسولنا الكريم والصحابة من بعده أجمعين جيل يحمل هم هذه الأمة وهذا الدين تحتاج إلى جيل مجاهد في ساحات القتال مثل الشيخ المجاهد / احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي رحمهم الله فهم قدوتنا في هذه الحياة ....... 7 . أوصيكم بتربية أبنائكم على الإيمان وطاعة الله سبحانه وتعالى اجعلوا من أبنائكم جيل يحمل في قلبه القران الكريم ويتكلم بلسان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ... علموهم الصلاة في الصغر فمن حفظ الله في الصغر حفظه في الكبر ....... 8 . أحذركم من الدنيا وفتنتها فان الدنيا ضلال زائل ولا تركنوا إليها وتنسوا آخرتكم فأخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه ، بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس . ففي السنن من حديث أبي سعيد : " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان تقول اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن إعوججت إعوججنا " .... 9 . استعدوا للموت و سكرته و للقبر و ظلمته و ضمته و للسؤال و شدته ...... قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) و يقول سبحانه:" (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .... 10 . أوصلوا رحمكم ولا تقطعوا أقربائكم فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله فان صلة الرحم معلقة على عرش الرحمن تقول اللهم أوصل من وصلني واقطع من قطعني .... 11 . اعتزوا بهذا الدين فانه خير دين على الأرض ... تمسكوا بدينكم فنحن في زمن كثر فيه الفتن والخبث فالقابض على دينه كالقابض على الجمر ... قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : ( تمر على أمتي فتن كقطع الليل المظلم ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) ... وفي نهاية وصيتي أعلمكم باني أحبكم جميعاً في الله وأحب لكم الخير واعلموا آن من هداه الله لا مضل له ومن ضله فلا هادي له ...... اسأل الله آن يجمعنا في جنات الخلد في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين انه على كل شيء قدير ... والسلام ختام آخوكم الفقير إلى الله ** ابو عمران **