[الهديل]

هذه القصة واقعية وتقريبا بنفس التفاصيل التى حدثت وما لم يذكر غير ذى أهمية فى مضمون القصة...ولكن هذا ماحدث تقريبا تفصيليا.. وحدث معى أمس ليلا .. وما زالت أعانى من أثره حتى هذه اللحظة..وأشعر بالدوار وأنا اكتب الآن... ولكننى شعرت أننى أريد الكتابة لا أعللم بالضبط الهدف .. ربما العظة.. ربما هى ذكرى منى.. ربما أشياء أخرى،،، المهم هى بين أيديكم الآن

وادعو لى بالشفاء إن كان العمر سيطول وبالرحمة إن كان ما شعرته حقيقيا... ولا تنسونى من صالح دعائكم..

وماتت راجية


جلست راجية راجية فى غرفتها على كرسيها المصنوع من الجلد البنى اللون أمام جهاز حاسوبها المنتصب على مكتبها القابع فى أحد أركان حجرتها، الساعة قاربت الثانية عشرة ليلا....جلست كعادتها تشاهد عدة متصفحات فى الوقت ذاته.. تقرأ موضوعا ها هنا وترد عليه وحتى ينشط المتصفح الذى ردت فيه تكون قد رأت شيئا آخرا فى مكان آخر فهى مشتركة على عدة منتديات بأسماء عدة... لكن القلب واحد والعقل واحد والتفكير واحد والشخصية واحدة.. هى هى .... هى راجية بمسميااتها الكثيرة والتى لا توافق مسماها الأصلى فى الواقع ..ولكنها هى هى......تكره الكذب والنفاق والخداع والتلون بأشكا ل شتى...

كانت راجية قد شعرت بنوع من الصداع قد داهم رأسها الملئ بالافكار المتصارعة والمتضاربة فى أشياء شتى.. وكانت اعتادت أن تشعر بهذا الصداع وألم الرأس من وقت لآخر ..آخرها الليلة الماضية وتكتفى عادة بتناول مسكن للالم وينتهى الأمر .. ولكن هذه المرة قالت لنفسها: لن أتناول مسكنا وإن شاء الله سوف يزول الالم وحده...

تناولت طعام العشاء وهى تتصفح الانترنت كعادتها.. وبدأت تحتسى قهوة النسكافية ذات النكهة المحببة جدا لديها...

وتنجز راجية بعض أعمالها وتمارس مهامها الاشرافية على أكثر من منتدى .. تضع مواضيع ها هنا ،،، وترد على موضوع خاص بشهادة شهادة تقدير قدمت لها هناك... وفجأة يزداد الألم.. .. وتشعر راجية بالدوار... تمسك راجية برأسها وتتألم وتتأوه.. ثم تكمل مهماتها وتصفحها ... تحاول راجية الصبر على الألم .. .. ويزداد الالم شيئا فشيئا ... ثم تبكى راجية من شدة الألم...

ثم فجأة... يبدأ تنميل فى كفيها وتعرق وشعور بالبرودة ورغبة جامحة فى البكاء... تتعجب من حالها ... وتتألم فى نفس الوقت... تفصل النت سريعا... وتهرع إلى باب حجرتها.. تنادى على أخيها الطبيب أيضا.. فهى الأخرى طبيبة... تنادى عليه وذراعيها معلقتان امامها تنظر ليديها اللتان تشعر بالخدل فيهما وهى لا تفهم شيئا .. تنادى على أخيها وهى تتعجب من حالها ومما حدث لها..

يا محمد .. هل أتيت؟؟؟؟... تقصد من العمل...
يرد: نعم
تعالى يا محمد... تعالى لتقيس لى ضغط دمى ..... وتبكى راجية

ويأتى محمد ... ما الذى حدث.. تكرر راجية .. تعالى لتقيس لى ضغط دمى... فيذهب ليأتى بالجهاز الخاص بقياس ضغط الدم.. وتبكى راجية ويعلو صوت نشيجها وبكائها وهى لا تستطيع أن توقف بركان البكاء تشعر أنها غير متحكمة فيه ويعلو الصوت حتى يستيقظ والداها من نومهما على صوتها..

يقومان مفزوعين .. ويهرعان إلى حجرتها القريبة من حجرتهما...

ماذا حدث ؟؟؟؟ يتساءل والدها.. تقول وهى تبكى لا أعلم مالذى حدث لى!!!!!!

يقول والدها اهدئى يا راجية .. اهدئى .. لا تبكى

ترد: انا لا ابكى راضية .. أشعر أننى مرغمة على البكاء.. أشعر بشئ غريب يحدث .. يداى بهما تنميل وخدل .. لا أستطيع وقف البكاء...

يتحرج أخوها من أن يلف جهاز الضغط على ذراعها فيقول لوالدتها لفيه يا أمى .. ولكن الأم من شدة فزعها تجر الكرسى الخاص براجية وتجلس عليه .. غير مستوعبة لما يحدث.. فيلف الوالد الجهاز حول ذراعها .. ويتم قياس ضغطها .. الضغط منضبط.. إذا ماذا حدث... ماذا حدث؟؟؟!!!!!!!

افتحوا القرآن... تقول راجية....

تفتح أمها المذياع القابع على منضدة بجوار سريرها على إذاعة القرآن الكريم فلقد اعتادت أن تفتحها يوميا قبل نومها وتتركها حتى الصباح .. فهى تخشى الوحدة والظلام....

وتبدأ أن تهدأ قليلا ...لكن لم تتوقف عن البكاء.. ظلت تقول ..أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. ظلت تكررها كثيرا.. فلقد تطايرت أفكار شتى ودارت بخلدها.. مالذى حدث لى.. هل هو مس .. هل هو سحر ,, ومن سيفعل بى ذلك.. ؟؟؟!!! هل هو حسد؟؟؟؟؟..... أم أن الأجل قد آن... وهذه علامات خروج الروح... يا الهى ماذا يحدث لى؟؟؟!!!!! وتبكى راجية

تشعر بالظمأ الشديد.. تذهب والدتها لتحضر لها الماء.. تمسك الكوب .. وهى تبكى .. ترتشف رشفة .. ثم تبكى ...
ثم ترشف ثانية الماء وتهدأ مع سماع القرآن وتقول لوالديها .. اذهبا لتناما .... وتطلب من أخيها أن يغلق جهاز الحاسوب خاصتها.. فيغلقه فى الحال...

تقول لأمها: وهى بالسرير.. أريد شيئا مسكنا للصداع..

فتقول لها والدتها: ماذا أحضر لك؟؟


فتقول راجية: سأقوم لأحضر الدواء أنا أعرف مكانه.. تقوم وتحضر المسكن.. وتبتلعه مع جرعة ماء.. ثم تحضر ... مناديلها الورقية.. وتخلد إلى الفراش وتطفئ النور وتترك فقط مصباحا صغيرا مضاءا فهى تخشىالظلمة.. وتبكى راجية من جديد .. تبكى بكاءا شديدا..


يارب .. ماذا يحدث لى.. هل اقترب الأجل.. هل سوف أموت وهذه هى العلامة.. ؟؟؟؟؟؟!!!!!

يارب .. أنا لست مستعدة للقاءك.. يارب ..أنا خائفة .. يارب إن كان هذا هو الميعاد... ولن أخلفه .. فسامحنى يارب على كل تقصير فى حقك ... اعفو عن ذنوبى.. واجعل كل من أخطأت فى حقه يسامحنى .. يمر أمام ذهنها سريعا بعض ما قصرت فيه وتحزن على ما فاتها.. يمر أمام ذهنها .. القبر وكيف ستكون هناك وحيدة.. يمر على خاطرها تلك المنتديات المشتركة فيها,, هل سيذكرها أحد؟؟؟؟؟ . .. هل ما أنفقته من وقتها عليها سوف يكون مثمرا؟؟؟ .. هل يوجد به ولو شئ واحد يشفع لها عند بارئها لتقصيرها فى أمور أخرى بسبب تواجدها عليها؟؟؟..... أمور تمر على خاطرتها.. وهى تجهش بالبكاء.. تخشى أن تغمض عينيها فلا تتيقظ ثانية... دقائق معدودة مرت عليها وهى تفكر بذلك ثم نطقت الشهادة.. ثم خلدت للنوم .. وهى لاتعلم هل ستستيقظ لتجد نفسها بين أهلها مرة أخرى أن أنها ستكون فى عالم آخر ؟؟؟؟؟.. وهل لو استيقظت .. هل سيطول بها الأمد بعد ما حدث.. أم أن هذا نذير باقتراب الأجل؟؟؟.. تغمض عينيها .. وهى معتقدة أنها المرة الأخيرة التى ,,, تغمض عينيها وهى فى عالم الأحياء..........

هديل