[يمامة الوادي]

الفرج بأيدينا وألسنتنا ؟!!



قد يتعجب الكثير من هذا العنوان ومدلوله ويزيد التعجب باستفهام عريض كيف يكون الفرج بأيدينا وألسنتنا ؟!!

معقولة الفرج بما نملكه باليد واللسان ؟

نعم الفرج بأيدينا وألسنتنا فحين تغص العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان بالدماء الحمراء التي أصبحت عنوان لما يعيشونه ويعانونه .

وكذلك لا ننسى ( لبنان ) بدخولها في بحر الدماء من الجبناء الخنازير ( اليهود ) .

وحين يشتكي ذوي المعتقل السعودي حميدان التركي وزوجته من ظلم بوسط من يدعون العدالة ومحاربة الإرهاب .وحين يشتكي أي أحد من الظلم والجور ومن طول الكرب .حين يفقد الأهل والولد والمال .

حين وحين مما هو كثير بما يمر بالبلدان الإسلامية من مآسي وكربات حينها نقول ونذكر بأن الفرج بأيدينا وألسنتنا .

إخوتي أخواتي :

لنتأمل بأيدينا وألسنتنا دقائق معدودة هذه النعم التي وهبها لنا الله جل جلاله ولنخرج من هذا التأمل بما نستطيع فعله عفوا إنني لا أدعو لحمل السلاح لنصرة إخواننا فللجهاد أصوله وشروطه وجهاد النفس مقدم ولكني أدعو لما هو أقوى على أعدائنا من ضرب بالمدافع والدبابات

إن ما أعنيه بسيط ونملكه وسأفصله لنبدأ التطبيق الفعلي من لحظة قراءة مقالي

أعزائي إن الله جل جلاله يقول ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )

ويقول ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * )

إذن كل وسائل الأمن والسعادة الدنيوية ميسرة بعمل بسيط ولنكن جادين فكم يستغرق قول أستغفر الله مئة مره وحتى ألف مره من الدقائق ؟؟

ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائد أمة ولديه من الأعمال ما تفوق أعمال الكثير منا لكن مع ذلك لم يشغله كل ذلك عن الاستغفار فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحسبون له عليه السلام بالمجلس الواحد أكثر من سبعين مرة استغفار لله تعالى ...

يا آلله سبعين مره بمجلس واحد ومن من ؟؟

من الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ونحن ذنوبنا ومعاصينا كثيرة نسأل الله العفو والعافية ومع كل ذلك لو تحسب مجالسنا لا تتجاوز عدد الأصابع من الاستغفار

مع ماللأستغفار من فضل عظيم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )

وذكر بالحديث " لزم " تأملوا معي لزوم الاستغفار أي المداومة عليه .

وللأسف حال الكثير من شبابنا وفتياتنا إلا من رحم الله هو لزوم ما خطط له أعداؤنا اليهود ففي نص البروتوكول " 13 " وفيه أن اليهود قالوا ( ولكي نبعد " أي الحكومات العالمية " عن أن تكشف بأنفسها أي عمل جديد سنلهيها أيضا بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات الفراغ والمجامع العامة وهلم جرا ... وهذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معه ... )

وانظروا كذلك لتحقيق الغزو الفكري المخطط له بدول الإسلام والذي لا يختلف عن الغزو العسكري الملطخ بالدماء ففي مقال يقول صاحبه فيه ( إن المرأة اليوم حرة فلن تسير في الطرقات في ظلام وإننا نعيش اليوم مثل نسائكم الانجليزيات نلبس أحدث الأزياء الأوربية والأمريكية ونرقص وندخن ونسافر وننتقل بغير أزواجنا ويعلق صاحب الجريدة بقوله " ولا يسع كل محب لتركيا إلا أن يغبطها على هذه الخطوات !! )

نعم هذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل مسلم ومسلمة أن الغزو الفكري خطوة ومقدمة لاحتلال الأوطان الإسلامية فعن معاذ رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بلا اله إلا الله والاستغفار فان إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا اله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء " وهم يحسبون أنهم مهتدون " ) متفق عليه

والحلول كثيرة أولها وأساسها الرجوع لله تعالى ولزوم الاستغفار والمداومة عليه لأنه مخرج من كل ضيق وفرج من كل هم ورزق من كل مكان

إذن ماذا ننتظر ؟؟؟

فهذا أول أسباب الفرج يا من تشتكين من العقم استغفري الله ، يا من تشتكي الفقر استغفر الله ، يا من تشتكي القحط استغفر الله ، يا من تشتكي الاحتلال والسحن والتعذيب استغفر الله فان فرجه قريب ممن هو قريب منه سبحانه وتعالى ..

ثم إن المظاهرات التي تحدث في بعض البلدان الإسلامية ضد الاحتلال بفلسطين والعراق وغيرها لن ينفع بأي شي وإنما هي مجرد مظاهرات وقتية أشبه بفقاعات الصابون التي تذوب بسرعة

اسمحوا لي بأن حرق الأعلام لا ينفع والمظاهرات بالشوارع ما تنفع وكذا خروج الشباب بحمل الناسف بدون إذن ولي الأمر بمنطقته يفسد أكثر مما يصلح ، وإنما ما ينفع هو ما بأيدينا وألسنتنا

نعم سهام الليل تصيب دوما ولا تخطئ ، نعم إن الفرج بدعاء الجبار القادر مالك الملك من أمره بين الكاف والنون إذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون ( فعال لما يريد )والقوي المنتقم والمنتصر ( أهلك عاد الأولى * وثمود فما أبقى * وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى )

أليس من بيننا أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ؟؟!

أليس الله يقول ( وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي ) ؟؟

إذن كفى عكوف على الأغاني والأفلام وغيرها من الملاهي !!!

كفى اختلاف مع علمائنا وولاة أمرنا !!

كفى هجر لكتاب ربنا وقلة للصفوف بالمساجد !!!

كفى توسل واستغاثة بغير الله تعالى !!

كفى فان ما يجري للأمة الإسلامية من جراح ومآسي لا يتطلب خروج صلاح الدين من قبره ليحرر الأقصى وإنما يتطلب صلاح الدين بالتمسك بالمنهج الصحيح وإصلاح ذواتنا قبل كل شيء ...

كفى ولنحرص على الإلحاح بدعاء الله تعالى بالأسحار فقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم

( تفتح أبواب السماء نصف الليل ، فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له ... )

وفي الختام ...

أذكر نفسي وإياكم بقول الله تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )

( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )

فاللهم أنصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وفك أسرى المسلمين في كل مكان وفرج كرب كل مكروب انك ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...





كتبته / شيخة محمد العتيبي ,,,