[يمامة الوادي]

الصحة النفسية دورها في المحافظة على الصحة العامة
إذا كانت الصحة البدنية (صحة الجسم وأعضائه) هي نصف الصحة الشاملة، فإن الصحة النفسية هي النصف الآخر؛ لأن الصحة النفسية بمفهومها الواسع تشمل وتضم بقية مكونات الصحة الشاملة وهي الصحة الانفعالية العاطفية والصحة الوظيفية للدماغ والصحة الاجتماعية والصحة الروحية، وعلى أي حال فإن الصحة النفسية تختصر إلى نوعين من أنواع الصحة الشاملة هما:
1- الصحة الانفعالية أو العاطفية.
2- الصحة العقلية والذي يشمل أنواع الصحة الشاملة الثلاثة التالية: الصحة الروحية، والصحة الاجتماعية، والصحة الوظيفية للدماغ ومراكز التفكير.

*فيما يلي شرح موجز لمكونات الصحة النفسية:
1-الصحة الانفعالية أو العاطفية:

الصحة العاطفية تعني المشاعر والأحاسيس الداخلية للإنسان، إضافة إلى الحالة المزاجية الداخلية السائدة في الدماغ والناجمة عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه الداخلية مثل الحزن والكآبة والسعادة والفرح أو الغضب، الحسد والكره أو الإعجاب والود، القلق أو الاطمئنان، الرضا والقناعة أو الإحباط إلى آخر المشاعر الإنسانية الفطرية والتي يشعر بها الإنسان أينما كان.
-خصائص وسمات الإنسان الناضج:
حسب رأي خبراء علم النفس والاجتماع، فإن الإنسان الذي يتمتع بالصحة العاطفية يكون قد وصل إلى مرحلة النضوج الانفصالي، يتميز بالمواصفات التالية الأساسية والمطلوبة للوصول إلى الصحة الانفصالية:
· حدوث اتصال وثيق مع أحاسيسه ومشاعره اليومية بحيث يدرك بأنها موجودة وقائمة داخل نفسه.
- يعترف (ولا ينكر) بوجود هذه المشاعر داخل نفسه.
- لا يتردد في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.
- الاقتناع بأهمية الصحة الانفصالية في حياة الإنسان والسعي الدائب والمستمر لاكتسابها.
- المرونة والقدرة على التكيف الإيجابي مع الظروف الطارئة والغير متوقعة في الحياة.
- الاقتناع بأن للحياة معنى ومغزى وبأن للإنسان دورا في خدمة البشرية والإنسانية.
- الشعور بمشاعر طيبة نحو الآخرين وحب الخير لهم والإحساس بمعاناتهم.
- الإخلاص والصدق في التعامل مع الآخرين.
- القدرة على التحكم بالعقل والجسم، وهذا التحكم والسيطرة على العقل والجسم يسمح للفرد باختيار وممارسة العادات الصحية السليمة والتي من شأنها تحسين ورفع درجة الصحة البدنية والنفسية للفرد.

2-الصحة العقلية:

إن الصحة العقلية هي القدرة على الإحساس والاعتراف بالواقع كما هو بالضبط بدون "رتوش"، وكذلك القدرة على مواجهة هذا الواقع والتكيف معه بنجاح من خلال اتخاذ القرارات الصائبة والسليمة مهما كانت هذه القرارات مؤلمة وصعبة على المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين طالما أنها تؤدي إلى تحقيق النجاح في مواجهة الواقع والتكيف معه بأقل خسائر صحية بدنية ونفسية.

من هم الذين يتمتعون بالصحة العقلية؟
مواصفاتيتمتعون بالصحة العقلية كما حددها خبراء الصحة النفسية والاجتماعية تندرج تحت ثلاثة جوانب أو مجالات من حياة الفرد اليومية هي:

أ- مشاعر الشخص نحو ذاته أو نفسه:
1- شعور إيجابي نحو الذات ( تقدير واحترام الذات).
2- عدم السماح للعواطف السارة أو غير السارة بأن تأخذ حجما مبالغا فيه.
3- تقبل الفشل ومشاكل الحياة بكل هدوء واتزان.
4- مسامحة النفس عند ارتكاب الخطأ الذي أدى إلى فشل ما والاستعداد لتقبل هذه الأخطاء.
5- احترام النفس والذات.
6- الشعور بالقوة والقدرة على التعامل مع مشاكل الحياة.
7- الشعور بالبهجة والسرور حتى للأشياء والأحداث البسيطة.

ب-علاقة الأفراد بالآخرين:
1- النضج الاجتماعي والشعور بالراحة والاطمئنان في العلاقات مع الآخرين.
2- القدرة على إظهار مشاعر الحب والود للآخرين وعدم التردد في تقديم يد المساعدة.
3- وجود ثقة بالأصدقاء والمعارف.
4- عدم استغلال الآخرين، وفي نفس الوقت لا يكونون موضع استغلال من قبل الآخرين.
5- تقبل نقائص الآخرين.

ج-سلوك الفرد في مواجهة متطلبات مشاكل الحياة اليومية:
1- عند مصادفة المشاكل، يتحركون بسرعة لحلها.
2- يتحملون مسؤولية أعمالهم.
3- يعملون على ترتيب وصياغة أمور البيئة والظروف المحيطة بهم بما يحقق لهم الرضا والقبول عن هذه البيئة والظروف. على أي حال، إذا كانت الظروف والواقع أقوى من طموحات وآمال الفرد في التغيير، فإنهم يستطيعون التكيف مع الواقع مهما كان مريرا.
4- متفائلون دائما بالمستقبل ويقومون بالتخطيط من أجل مستقبل أفضل.
5- يستخدمون مواهبهم أفضل استخدام وبما يخدم مصالحهم ومواقفهم.
6- يضعون لأنفسهم أهدافا ولا يتأثرون أو يخضعون لعوامل أو تأثير خارجي.
7- يجدون المتعة الداخلية في إتمام الأعمال أو المسؤوليات التي تناط بهم على أكمل وجه، ويبذلون أقصى جهودهم لتحقيق هذه المهام والمسؤوليات بأفضل صورة ممكنة.

من اطلاعاتي