[الحسناء الفاتنه]

كم هو غريب التأرجح بين ذات البينين بين ذات اليمين و ذات الشمال !

تصعقك الرياح مرة ، و تثير الأغبرة عليك تارة أخرى !
تدخلك في دوامات لا نهاية لها أو هكذا نظن !

و حينما تضيع في هذه الدوامة تسمع زقزقة العصافير بلا مقدمات
و تذهب باتجاه الصوت ، حيرة و خوف و قلق و ترقب
كلها تكون من مزاجياتك في تلك اللحظات

لتحولها إلى دقائق ومن ثم ساعات ، أشهر ، سنين إلى مالا نهاية
تصل إلى الطريق المسدود و أنت لا تزال تسمع الزقزقة و رفرفة الأجنحة
لتعود أدراجك و تبدأ البحث من جديد

ليس المهم أني أخطأت الأهم أني إن وصلت إلى ذاك المكان
الذي يضم العصافير سأنجو من هذه الدوامة بالتأكيد !
و تضل تبحث و تبحث لتجد نفسك في مكانك السابق مرة أخرى !!
يا إلهي ما العمل ؟!

لن أيأس بالتأكيد ، المهم أن أحيا فكم أحسست بنعمة الأمان بهذه الأوقات
لا وقت للتفكير الآن يا هذا . لابد لك أن تسرع الوقت يقترب إلى النهاية
و الدوامة تشتد !!

فتفقد الأمل و تجثو على ركبتيك ، تنهار معنوياتك و تتخلى عن الحياة
فقد تعب و لا يستطيع التحمل أكثر ، فكل من كان معه لم يستطيعوا الوصول إلى طوق النجاة

أ سأنجو أنا !

و أنا الأصغر بالعمر ، و أكثر شخص يحتاج إلى الخبرة في الحياة ، و الأضعف بنياناً !

أ سأنجو من بينهم ؟!!

ياااهـ كأني أفكر بالمستحيل بعينه و من أقوى درجات الاستحالة أيضاً !
سأستسلم كما استسلم الناس من قبلي ، فأنا لا أختلف عنهم بشيء !

حقيقة لا أختلف !

قال آخر كلماته و هو يهوي على الأرض ، لا حول له و لا قوة
لا تقيموا عليه الحجة فهو حاول و حاول ، و كرس كل حواسه ليساعد نفسه
و ربما يساعد الآخرين من بعده ..

بعد فترة عاد الجو إلى طبيعته و صفا ، أتت فرقة الإنقاذ لترى إن كان هناك من نجا أم لا ، و تحمل الأجساد
المسجاة على الأرض !

فبدأُ بعملية البحث و التدقيق ، إلى أن وصلوا إليه فحملوه كالبقية
و حينما كانوا يتأكدون من حقيقة وفاته استغربوا من وجود شيء في جيبه !
له شكل غريب ، وغير معتاد !

و حينما استقصوا تبينوا أنه كان يحمل معه طوال الوقت ، نظارة
تعمل على حماية العينين و توضيح الرؤيا و تنقية الجو من الشوائب متصلة بأنبوب يساعد على التنفس !!

و هكذا نحن في حياتنا ، نركز على الأبعد و ننسى عوامل النجاح التي تبتعد مقدار أنملة عنا !
فنموت ، ونموت !!!

منقوووول