[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

..* *..



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
ستحل علينا بعد أيام قلائل مناسبة كروية لا تتكرر إلا كل أربع سنوات، وهذه المناسبة تعد من أكبر المناسبات الرياضية ويتنافس فيها على أغلى الجوائز مكانة، ليس هذا موضوعي، ولكن الموضوع المهم الذي أحببت أن أناقشكم فيه، هو أولادنا وبناتنا، وإن كانت البنات بشكل عام لا تعطي لهذه الرياضة اهتماما كبيرا، فهل خططت لمعرفة المكان الذي سيرى فيه أولادك هذه المسابقات؟ وهل ستجعل منها فرصة للجلوس معهم؟ ام أنك ستتركهم وحسب ظروفهم، فإما أن يشاهدونها مع رفقة صالحة أو العكس؟
وإما أن يجمعهم مكان موبوء، أو يفوزون بصحبة رفيق صالح قد اشترك في القناة التي ستبث الحدث.
البعض منا يتجاهل رغبات أولاده، وينسى أو يتناسى أيام كان في عمرهم ويجري خلف هواياته، أو خلف الكرة ومتابعتها، وأنا هنا أدعو الآباء للتعقل، ولنناقش الفكرة بهدوء، فما يضيرك إذا تناقشت مع أولادك وخططت من الآن لإشباع رغبتهم في المشاهدة، ومن ثم تعلم أولا بما يفكرون به، وتوفر لهم بنفسك مكانا آمنا تطمئن فيه عليهم، هذا إذا لم توفر بنفسك أنت المكان ويكون مثلا في بيتك.
ثم إن وقت مشاهدة هذه المباريات سيكون في إجازة في الغالب أو وقت لا عمل فيه فلنستغل هذه الفرصة لنتناقش في أفكار نافعة، ولنحاول أن نحصل منهم على تنازلات كأن تطلب منهم الالتحاق بدورات هادفة إذا وفرت لهم الخدمة في باقي الإجازة كدورات القرآن الكريم، أو اللغات، أو الحاسب، واشترط مثلا منهم الصلاة في أوقاتها وخاصة الفجر، وغلا فلن تسمح لهم، وهكذا، وغيرها من طلبات تفيدهم دينا ودينا.
تقرب منهم أثناء المشاهدة وأخبرهم بالمعنى الحقيقي للفوز وكيفية التعبير عن الفرح، وأخبرهم بالطرق غير الشرعية في التعبير عن الفرح بالأهداف كعمل حركة الصليب مثلا، وأخبرهم بأن كرة القدم رياضة جيدة والأهم أن نعرف كيف نمارسها بتعقل وحب للآخر وكيف نوضفها لتقوية الجسم.
أخبرهم أن وقت الصلاة إن حلت عليهم أن يتركوا المتابعة فورا وبهذا أنت هنا تعطيهم القدوة وتؤكد على التفريق بين العبادة والهواية.
أخبرهم ان الدين الإسلامي فيه فسحة والإسلام دعانا لتقوية الجسم وأعطهم نماذج مما كان يمارسه النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو إليه كسباق الخيل والرمي والمصارعة والجري، وغيرها.
أعطهم نماذج مما ساء ونماذج مما حسن لما يكتب أو يقال، ولتعودهم على ألا يؤجروا عقولهم لأحد لا في التشجيع ولا غيره، وليكن انطلاقك معهم في التشجيع الآن ومن ثم حاول أن تعودهم على فعل هذا في باقي تصرفاتهم.
لا تظن أن أولادك ليس لديهم عاطفة أو سيكونون في معزل عن كأس العالم، فما كان ممكنا في زمني أو زمنك، لا أظننا اليوم قادرين عليه اليوم.
مثلا الجوالات التي بين الشباب تنقل لهم الأحداث المتسارعة وقد يعلم أبناءك بما يجري من خلالها، فلا تظن أنك قادر على عزلهم أو مواجهة رغباتهم.
وختاما أسألك سؤالا: هل أنت ستشاهد مباريات كأس العالم؟
إن كنت ستقول لا، فأسألك سؤالا آخر: وأولادك؟ ثم أنت تعرف الباقي..........