[الحب الكبير]

هل تثق بنفسك؟!
سؤال قد لا نستطيع اﻹجابة عليه بنعم, فهناك من يعتقد خطأ أن الثقة بالنفس نوع من

الغرور , وكذلك لا نستطيع اﻹجابة عليه بلا , لأن هناك أيضاً من يعتبر خطأً أن الثقة بالنفس نهاية الطريق, لذا قبل أن

نجيب على السؤال, علينا أن نعرف أولا: ما هي الثقة بالنفس؟!

الثقة بالنفس هي رأي الإنسان في نفسه ومدى تقديره لذاته,ويعتمد تكوين ذلك الرأي على عدة عوامل, منها: موقفه

من قيمته كشخص,1- إنجازاته,2-هدفه في الحياة, 3-مكانته,4-وعلمه,5- مدى معرفته بنقاط قوته وضعفه,6- مدى استقلالية قراراته في حياته.

والآن تعال معنا لنتعرف على درجات ثقة الإنسان بنفسه:
1- الثقة( العالية والقوية) بالنفس:
وهي عكس الحالة السابقة ,فإذا لديه حافز قوي لاستمرار إحراز نجاحات أكبر في الحياة.

2- الثقة( المتدنية الضعيفة) بالنفس:

سامحونا إن أطلنا عليكم..

قد يكون الإنسان ثقته بنفسه متدنية وضعيفة؛ لشعوره بافتقاد العوامل المسببة لوجود تلك الثقة,مثل: شعوره بعدم وجود إنجاز في حياته,أو بعدم تمتعه بمكانة عالية في بيئته,أو بعدم امتلاكه لهدف في حياته.

وفي هذه الحالة, يمكن لهذا الشخص أن يتحول من النوع الثاني إلى النوع الأول,بأن:

- يواجه المخاوف: وألا يفكر في الفشل, ويتعلم منه, ويتجنب ارتكاب نفس الأخطاء مرة أخرى.ونصيحتنا لك ألا تقيد نفسك بجملة "أنا فشلت في الماضي ,فلا يمكن أن أنجح هذه المرة"..حاول مرة ثانية,وعندما يتحقق أي نجاح لك فلا تتردد في مكافأة نفسك.

- ألا ينهزم : إذا حدث وفشلت في أمر ما, جرب شيئاً آخراً أو جرب نفس العمل مرة أخرى. , ولنعلم جميعاً أن فشل الإنسان في عمل ما قبل أن ينجح فيه, لايعني بالضرورة أنك فشلت فشلا كليا"..

وللعلم فقط لا يوجد في قاموس اللغة العربية من وجهة نظري شىء اسمه فشل في الحياة..لأن الله عز وجل لم يخلق الإنسان عبثا..( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) لا أذكر في أي سورة..مستحيل بل وألف مستحيل أن الإنسان الذي كرمه الله وحمّله أمانة الأرض واستخلفه عليها أن يفشل..لكل واحد منا رسالة يؤديها في هذه الحياة..( وأنّا منا الصالحون ومنّا دون ذلك,كنا طرآئق قددا) سورة نوح آية رقم 11 لكل واحد منا رسالة سيسأل عنها أمام ربه..

ذكرت الآية نوعان : الصالحون ولهم رسالة..ولم يأتي بعكسها وهي الطالحون بل أتي بكلمة دون ذلك للتعدد والله تعالى أعلى وأعلم وهنا أستشهد على إخوتي في المنتدى الكريم ممن هم أفقه مني في التفسير..

,بل عليك أن تعلم علم اليقين أن كل أمر مقدر لك هو خير لك وليس هذا فحسب..

بل عليك أن تعلم أن الأمر الذي قدره الله من خير فقط سيعود بالمنفعة على المسلمين وغيرهم..وعلى سبيل المثال..ربما ترى من وجهة نظرك أنك لا تود طرح السلام على فلان الفلان ..ولكن الله يأمرك بذلك فتكون هدآيته من ذلك الشىء البسيط..هذا عمل بسيط من ملايين الأعمال الكثيرة

..واعلم علم اليقين أن الله تعالى قد قدر لك الخير في موضع آخر..

ولربما لحكمته جل جلاله فشلك في المرة تلو المرة حتى ولو بلغلت المليون مرة وكلها فاشلة ..إعلم أن الفشل هذا ربما كان مقدرا مثلا للفت أنظار بعض من

الأشخاص ممن هم حولك أو حتى بعيدين عنك, ليرشدوك إلى طريق كان عند الله مقدرا" لك وفيه الخير كله..ولكن هؤلألأء الناس بتقدير الله لن يتمكنوا من ترشيحك لهذا العمل الذي فيه مبتغا لله عز وجل لك إلا إذا رأوك تجتهد وتصر على النجاح....الله.يفعل هذا ليقول لك أن السعي لك. والتدبير لي..

.إسعى ولا تكل ولا تمل أطرق كل الأبواب وكن متوكلا..فإذا يأست أتى الفرج من حيث لا تردي أنت..لأن الذي يقدر لك الخير أعلم بنفسك منك..
ولربما إذا كنت أنت على سبيل المثال مصمم على عمل كذا وكذا مثلا.. وهذا العمل سيضايقك ولن يجلب لك إلا كل هما وحزنا..فاعلم أنه من حب الله لك أنه حتى لا يريد أن يضايقك في عملك فتراه يصرفك عنه..ويقدر لك الخير في عمل آخر لم يكن بالحسبان إطلاقا..وتكون فيه إنجازاتك أكثر بكثير من العمل السابق الذي كنت تريده..

فحينما يصيبك أي فشل تذكر الأشياء الناجحة التي أنجزتها في حياتك , وكافئ نفسك عندما تنجح بالفعل.

- يحترم ذاته: لا يجب أن نلوم أنفسنا على أمور لسنا مسئولين عنها ، ولا يجب أن نكثر من النقد ،إذ يجب أن نمتنع عن شن حرب على أنفسنا . فلندع جلاد النفس صامتا ، إذا لم نكن مخطئين !

- ألا يحاول إرضاء الآخرين دائما : آه إنه لشئ جيد أن نراعي شعور الآخرين ، ولكن لا تهمل نفسك على طول الخط!

- ألا يحاول أن يتشبه بشخص آخر : أنت فريد في نفسك، ولا يمكن أن تكون شخصا آخر . اعمل على تحسين نفسك، ولا تنتقدها لأنك لست ناجحا أو جميلا أو رشيقا أو شعبيا مثل شخص آخر. أنت تستحق أفضل من ذلك .

-يقرأ كل ما يشجع على النجاح والايجابية : مثل الأمثلة والحكم والأقوال المأثورة التي تحث على العمل بايجابية ،اقرأها كل يوم أو عندما تشعر بأي شعور سلبي. فهي تساعد على توفير حالة ذهنية سليمة وصحيحة .

- يضع أهدافه ويعمل على تحقيقها: بهذا تزداد ثقتنا بأنفسنا ونشعر معها بشعور ايجابي ، ولتعلم أن وضعك لهدف في الحياة ، سيخفف من حدة نقدك لنفسك ؛ واعلم أنك إذا لم تنجح فقد حاولت ما بوسعك.

و الآن هل أنت مستعد لأن تجيب على السؤال الذي طرحناه في البداية : " هل أنت واثق بنفسك؟ .. " !

أعلم جيدا أن بعض المواقف التي تمر على الانسان منا تضطره الى التلفظ بأشياء توحي للآخرين بأن هذا الانسان بدأ يفقد ثقته بنفسه..

ولكن ومن وجهة نظري المتواضعة أنها ليست مسألة فقدان الثقة..لا وألف لا..لكنّها لمةٌ من لمات الشيطان في قلب الواحد منا..

ولا أظن أن مسألة فقدان الثقة بالنفس بالشىء اليسير لأن ذلك المصطلح الطبي على حد علمي ( وفوق كل ذي علم عليم ) تعني انهيار الشخص نفسه كليا..وأنا لا أقول هذا الكلام لأزرع الإيحاء لأحبتي من الشباب والفتيات من ذوي الذين ابتعدوا قليلا عن شرعة الله ومنهاجه..

أحبتي الثقة بالنفس هي منة الله على عبده ما دمنا في طاعته..بمعنى
أن المرء منا يكتسب هذه المنةأو هذا الفضل بقربه من الله..لأن الله سبق ولايزال يكرم الانسان..لقوله
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) سورة الإسرآء..آية رقم 70

وهذا التكريم عندما من الله به علينا لم يأتي من فراغ ( سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا) الإسراء آية رقم 43
وإنما بسبب أن الله ميزنا عن باقي المخلوقات بالفكر الراجح..والعقل المستنير بنوره..ولم تكتفي الذات الإلآهية بذالك..

فمحبة الله لخلقه إيضا بنفخ الله تعالى لأبونا آدم من روحه..(فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوْا له ساجدين) سورة الحجر آية 29 ..
وحتى لا أطيل عليكم أنا عارف إنه الكل زهق مني..
فالإنسان بقربه إلى الله تكتسب هذه الثقة وهي التكريم والتفضيل..وببعده عنه يفقدها..