[ام الهيثم 4]

أبي ...! آه .. يالها من كلمة ... أتمنى أن أقولها بصوت عالي وكلمة لم تسمعها أذني ...
كلمة لساني لم يستطيع يوما أن ينطقها ... لكني .. أتحدى أطفال العالم أن يشعروا بها ،
كما أشعر بها الآن !!... إني أقلبها دائماً أمامي أتمعنها جيداً ... كلمة تعني لي الكثير ...
إنها ليست مجرد كلمة حروف ...
بل حروف بكلمات !...
فألف : أحبك من أعماق قلبي .
باء : بهاء نور حياتي .
ياء : ياقوت فوق رأسي .
أبي الغالي ... رسالتي هذه ليست رسالة عتاب أبدا ولن تكون .. بل إنها رسالة تحتوي
على طلب من نوع بريء...
قد يكون مهما بالنسبة لك ... بينما ليس مهما لي فقط .. إنما أعتبرة غالياً عندي وأكثر من مهم ... لأنة سيغير حياتي رأساً على عقب !! سأقولة لك ، لكن بعدما أسرد لك وقفات من ذاكرتي الحديدية التي أمتلأت ولا زالت ...

والدي الحنون ...
أذكر أني مرة رأيتك تدرس أحد أخوتي ... ورأيت كيف تشرح وتذاكر له دروسه وتجيب ما أشكل عليه ... عندها .. خنقتني العبرة واحتقنت عيني بالدمعة وصرفت وجهي عنكما ...
وذاك مرة في السيارة حصل مشهد لفت الجميع .. والكل مشدوه .. منفعلين .. وأنا بينكم لم أعلم الخبر!!! حينها تمنيت من احد أن يخبرني ماحدث ... ولاأنسى ذلك السؤال المهم الذي دار في بالي وبحثت عن إجابة شافية من أمي ومنك ومن أخوتي .. لكن لم يستطع أحد أن يشفي غليلي بالجواب .. مالسبب ؟؟؟ !! أظنة قد وضح لك يأبي مطلبي ...

أبي .. أتمنى أن تتعلم لغة الإشارة الأساسية ولو ببساطة .. لاأريد منك أن تتعمق فيها وتتقنها .. بل أريد أن أجد أحدا في البيت أحاكية ، يؤانسني ... واستطيع أن أشكي له أحزاني ، وأن يساعدني في هذه الحياة ، وخير مثال هو انت يأبي .

إن قلبي يعتصر ألما عندما أرى أحد أباء أصدقائي في المدرسة زائراً أبنه ويكلمة بلغة الإشارة !!.
وجداني تمزق عندما أخبرني زميلي أن أباه ذهب إلى نادي الصم .. واجتمع بآباء الصم !!!.
إن قلبي يتحطم عندما أبكي وأبكي ولا أحد يفهم ما أريد !.. فأرجوك يأبي أن تلبي لي مطلبي ..
أتعلم يأبي !!..
أحيانا تمر بي خاطرة وأنا أتابع المعلم وأتخيل أنه أنت .. يالعجب .. !! جميل هذا الحلم آه .. كم كنت أتمنى أن يكون أبي هو معلمي الأول .. هو من يقوم بتعليمي العلوم والمعارف في حياتي ... ولا انتظر لأذهب للمدرسة من أجل أن يجاب على تساؤلاتي ؟؟!!

قدوتي الفذة ..
إن مشاعري تتمزق لتقول لك .. ( إني لست معاقاً ) ، فالفرق الوحيد الذي بيني وبين أخوتي هي لغة الحوار ،، تماماً مثلي مثل الشخص العربي أمام الأجنبي ،فكلاهما لايفهم الآخر ،، لكن لايوجد بينهما أحد معاق ،،،

أتمنى أن لا أكون أثقلت عليك فهي رسالة أتمنى أن تصل إلى شغاف أعظم رجل عندي
ومن حبي لك ، أرسلت لك هذه الرسالة وأنا كلي يقين بأنك تحب ما أحب ... وتفرح لما أفرح له .. وتتمنى أن أعيش حياة كريمة مثل غيري ... فأشكرك يامن ملأتني بدفء مشاعرك .... وتقبل أعطر شكري لك .. يا أحسن أب في الدنيا ...