[حصة الغامدي]

اذا لا تستطيعوا أن تربوا فلا تنجبوا؟

البعض من الناس يفتقد الشعور بالأمان والاستقرار النفسي ، وينقصه التكيف وتحمل المتغيرات المحيطة به ،وهذا الخلل يسبب أعراض نفسيه واضطرابات سلوكيه، وبالتالي يواجه صعوبات في التعامل مع الاسره والمجتمع والظروف الحياتية اليومية العامة والخاصة .
ولكن كيف يفقد الشعور بالأمان النفسي ؟
الجواب على هذا السؤال واسع ومتعدد الجوانب ولكني سأتحدث عن جانب واحد وهو المهم في رأيي، هذا الجانب هو سوء التربية تحديدا الأسلوب الذي يتخذه الإباء في تربية الأبناء وهو التناقض في التعامل مع الطفل مثل الأم المدللة جدا لطفلها مع الأب الصارم جدا ،أو العكس ، اوتلقي الذم والتحقير من الوالدين معا ، أو يترك بحرية تامة بدون توجيه وإرشاد واهتمام، كل ذلك يخلق نمط أساسي في شخصية الطفل مبنية على الشعور بالخوف وعدم الأمان حيث تكون التربية متضمنة عدم التقبل لهذا الطفل بشكل مقصود أو غير مقصود، فينعكس ذلك على تقبله لذاته وبالتالي على احترامه وتقديره لذاته ، فيكبر على هذا الشعور حتى يصبح شخص راشد ولكنه غير ناضج فكريا وسلوكيا ، نستطيع أن نلحظ ذلك من خلال تصرفاته وأفكاره وطريقة تعامله مع الآخرين ، وإعادة تشكيل البناء النفسي على أساس منح الراشد الشعور بالتقبل والأمان صعب (ولكنه غير مستحيل) ، لان تفكيره وتفسيره للأمور مبنية على أساس عدم الأمان والخوف ، لذا نجده شخص انفعالي جدا ، استجابته للأمور مبالغ فيها ، في دفاعه مهاجم ، استقباله للأفكار والآراء يشوبها شعوره بالاضطهاد من الآخرين ، وقد يصل إلى أصعب مرحله وهي تعاطي المخدرات .
هناك الكثير من الأخطاء التربوية التي تؤثر سلبا في أطفالنا ولا نراه بشكل واضح إلا بعد فترة المراهقة ، نبدء هنا نرى نتاج حصادنا الذي زرعناه ، لذا أتمنى من كل أب وكل أم مقدمين على التربية البحث والقراءة والاستشارة في طرق التربية الصحيحة ، لان التربية أصعب مهمة يقوم بها الإنسان ، هناك الكثير من الآباء يصبوا كل اهتمامهم على علمهم وعملهم ويكرسوا اكبر وقت ممكن لذلك معللين هذا الجهد بانه من اجل أبناءهم ولو نرى أبناءهم حينها كيف يكونوا ضائعين ومحتاجين لأقل القليل من ذلك الجهد والاهتمام المنصب على العمل أو الدراسة ، وكذلك الكلام هنا موجه للأمهات ...
كلمتي الاخيره للآباء والأمهات اذا لا تستطيعوا أن تربوا جيدا فلا داعي للخلفة مطلقا ، لان سوء التربية نتائجها لاتقتصر عليكم فقط بل تضر المجتمع كله .