[يمامة الوادي]

اللهُ أكـــبرُ
= = = == = = = = = = = = = = = = = = =
بأسمائكَ الحسنى أصوغُ وأنثرُ ** ولا عونَ لي إلاكَ يا متكبرُ
ومنكَ أيا منان أعملُ مقولي ** كعضبٍ لهاماتِ الضلال يبتـرُ
وفي مكةَ الفيحاء جاشتْ مشاعري ** فقمتُ برغمِ الجهدِ أشدو وأفخرُ
= =
يقولـونَ إفكاً أن ديـنَ محمدٍ ** بهِ أمة الإسـلامِ قد تتأخـرُ
فهل زهدَ الإسلام في العلمِ مرة؟ ** ودعوته للعلمِ في الكونِ تؤثرُ
ولو باتَ شعبُ المسلمين مطبقاً ** لما في كتابِ اللهِ يطوي وينشرُ
لما ظـلّ مهزوماً قروناً عديدة ** ولا كانَ يوماً للورا يتقهقـرُ
فنوّرْ أيا رحمن منكَ قلوبنا ** ومن غير نور اللهِ لا شيء يثمرُ
ومنكَ أيا ربي نوايا قلوبنا ** تطهرها إن شئتَ خيراً فتطهـرُ
وتسحبُ منها النورَ تصبحُ ظلمةً ** تعشعشُ أوهامٌ بها وتصفّرُ
ولولاكَ ما كانتْ لعبدكَ عزمة ** على فعلِ خيرٍ يُستطابُ ويُشكَرُ
ولا يمـلكُ الإنسانُ حولاً ولا لهُ ** وسـائل نفـع للعبادِ فيُقُـدرُ
وإنّا أيا ذا الفضلِ من فضل رحمة ** وأنتَ بنا يا مالك الملكِ تُذكرُ
تعاليتَ عن نـدٍ وعن أي حاجةٍ ** فأنتَ غنيٌ ،والغنى عنكَ يصدرُ
إذا مـدّ عبد بالعطـاءِ يمينـهُ ** ليطعمَ مـَن مِـن جوعه يتضورُ
فأنتَ الذي ألقيـتَ في القلبِ رحمةً ** وصـيّرتهُ للجائعينَ يُقـدّرُ
ومـا كانَ لولا رحمةٌ منكَ فاعـلاً ** لبرٍ بهِ قلب السعيد ينـوّرُ
وما مسنـا شـرٌ وأنتَ تـذودهُ ** ألا أنّ كيـدَ الظالمينَ يُـتبرُ
لكَ الحكمُ في كل الخلائقِ نافذٌ ** وما غير رب الناسِ للناسِ ينصرُ
وإنـكَ قيـومٌ ولستَ بعاجـزٍ ** ولا غافـل عما بلـيلٍ يُدبـرُ
تحـركنا أيـدي مقادير قادر ** وتمسكنا فيمـا نسـرُ ونجهرُ
يُعلمـنا ما شـاء علامُ غيبنا ** فنزهو به جهلاً مبيناً ونفخـرُ
وفي عالم الأرواحِ تبدو عجائبُ ** لمن بعيون اللهِ للكونِ ينظـرُ
وفي عالمِ الأصواتِ سرٌ مخباٌ ** سيبدو لنا إذ كامل السر يظهرُ
ويدركهُ في كوننا كل مخبتٌ ** ولكنهُ في كثرةِ الخلقِ يندرُ
وأيدي رجال اللهِ أيدٍ لخالق ** بها البطشُ والتطبيب والخير يحشرُ
لهم في جوار اللهِ أكمل متعة ** تزهدهم فيما يُلـذ ويأسـرُ
**
رايتكَ يا ربي بنور بصيرتي ** وأدركتُ سر الخلقِ فيما تكوّرُ
رايتكَ في ذاتي تقيمُ كيانها ** على اسسٍ ترضيكَ أنتَ المخيرُ
رأيتكَ في قلبي تنظمُ نبضهُ ** وتغمرهُ بالنور أنتَ المُقـدّرُ
رايتكَ فيما كانَ فيه من الهوى ** تُطهرهُ بالدين أنت المُطهـرُ
رايتكَ في اللأواءِ يحكمُ حبكها ** فينفكُ قيدي أنتَ أنتَ المكسرُ
رأيتكَ في الأوصابِ كشّرَ نابها ** فأجليتها عني وطبك أخبرُ
رأيتكَ في أكلي وشربي ولذتي ** رأيتك في نومي وما أتفكرُ
رأيتكَ في دفعِ الأذى من طعامنا ** وإخراجهِ وهو الوباءُ المكدّرُ
رأيتكَ في أهلي تؤمّنُ سيرهم ** فيعطى لنا البيت السعيد المنورُ
رأيتكَ في صحبي تطهرُ شربهم ** ويجمعنا الود البريء المعطرُ
عرفتكَ يا ربّ ولولاكَ لم أكنْ ** على نحوِ من في نفسهِ يتفكرُ
تعاليتَ رحماناً وقدّستَ راحماً ** فآياتكَ الكبرى تجلّ وتبهرُ
لأنتَ بنا – فوق الأمومة – عاطفٌ ** نُسيءُ مراراً والتجاوزُ يغمرُ
ذكرتكَ في تصريفِ كونكَ قادراً ** فما أنتَ إلا الواحدُ المتجبرُ
لكَ الحكمُ والإبرام فيما تريدهُ ** وعن معجز التصريفِ غيركَ يقصرُ
رأيتكَ في عطف يُساقُ لمجرمٍ ** يروح ويغدو في النعيمِ وينكرُ
تراهُ جحوداً كافـراً وتمـدهُ ** بمـالٍ وأولادٍ وجـاهُ يغـررُ
وذلكَ حلمُ اللهِ جل جـلالهُ ** وجل قلوب الناسِ بالحـلمِ تكفرُ
وإن شئـتَ يا قهار كسرت ظهره ** وعطلتهُ مما به يتبختـرُ
رأيتكَ في ربطِ الأواصر بيننا ** ورابطة الإسلامِ أقوى وأثمرُ
ربطتَ بني الإنسانِ أي روابطٍ ** وفضلتهم عن سائم يتهـورُ
وأعطيتهم منكَ الخلافة منحة ** ففضلكَ عنا لا يُعدّ ويحصرُ
بلى هو إنعامٌ وفضل ورحمة ** فلا هو منقوصٌ ولا هو يقصرُ
عطاؤكَ يا ربّ عميمٌ ونافعٌ ** فما أنتَ ذو فقرٍ ولا أنتَ مقترُ
الشيخ المستاوي