[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

وجوابا على تساؤلات السلطانة فأقول :
1/ جاء في صحيح البخاري عن إبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ويقولون الكَرْمُ، إنما الكرم قلب المؤمن ]، وجاء في رواية في صحيح مسلم من طريق ابن سيرين عنه رضي الله عنه :[ لا تسموا العنب كرما] ....ونص على السبب من طريق آخر ، وهو طريق همام في صحيح مسلم: [لا يقل أحدكم للعنب الكرم، إنما الكرم الرجل المسلم ] ، ومن طريق وائل بن حجر : [ لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا العنب ]
وسبب تسمية المؤمن بالكرم ، جاءت من حديث سمرة وفيه [ ......من أجل ما أكرمه الله على الخليقة ] .
قال الخطابي : إنما المراد بالنهي تأكيد تحريم الخمر بمحو اسمها، ولأن في تبقية هذا الاسم لها تقريرا لما كانوا يتوهمونه من تكرم شاربها، فنهي عن تسميتها كرما ، والله أعلم .
2/ وأما السؤال الثاني ، فقد روى البخاري في صحيحه قال صلى الله عليه وسلم : [ بئس ما لأحدهم، يقول : نسيتُ آية كَيْتَ وكيت، بل هو نُسِّي ] ،،،،،قال ابن حجر : كأنه يريد أن النهي عن قول نسيت آية كذا وكذا ليس للزجر عن هذا اللفظ، بل للزجر عن تعاطي أسباب النسيان المقتضية لقول هذا اللفظ ، ويحتمل أن ينزل المنع والإباحة على حالتين : فمن نشأ نسيانه عن اشتغاله بأمر ديني كالجهاد لم يمتنع عليه قول ذلك لأن النسيان لم ينشأ عن إهنال ديني ، وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من نسبة النسيان إلى نفسه .
ومن نشأ نسيانه عن اشتغاله بأمر دنيوي ، ولا سيما إن كان محظورا امتنع عليه لتعاطيه أسباب النسيان .
ونسيان القرآن من السلف من عده من الكبائر ، وقالوا إن الإعراض عنه يسبب نسيانه ، ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره ، والله أعلم .