[يمامة الوادي]

مولاك الصّمد
قبل أن نتعّرف ونتشرف بالكلام عن اسم الله ( الصمد ) جل جلاله أطلب منكم قراءة سورة الإخلاص بطريقة غير التي اعتدنا عليها، ذلك أننا إذا أردنا اختصار الصلاة وعدم تطويلها قراناها، ويا لله العجب أن تهون علينا هذه السورة التي حوت هذا الاسم الكريم !!
تساؤل .. ما الاسم الكريم من أسماء ذي الجلال سبحانه الذي يتضمن جميع صفات الكمال والهيبة ؟
الجواب يبدأ من أن نتساءل :
من خيرُ من يُقصد ؟ من خيرُ من يؤمل ؟ من خيرُ من يرجى ؟ من خير من يُطلب ؟
من خير من يُتعشم فيه ؟ من خيرُ المنزلين ؟ من خير المعطين ؟ من يطيق ما لم نطيق ؟
من يملك ما لا نملك ؟ من الذي يقدر على ما لا نقدر عليه ؟ من المتمكن من عطائه
إنه الله الصمد جل جلاله
تعالوا بنا نقف خلف نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يحيي ربه الصمد بأحسن التحايا قائلاً : (اللهم إني أسألك يا ألله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم) صحيح النسائي 1/297
ويقول أيضاً : (اللهم إني أسألك بأني شهدت أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل – كله على الله – وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ) مسند الإمام أحمد .
يقول سيدنا ابن عباس – رضي الله عنهما – : (الصمد يتضمن جميع صفات الكمال)
المعنى الأول : الكبير الذي ليس فوقه أحد
المعنى الثاني : السيد المتمكن، سيدٌ انتهى إليه السؤدد والكمال كُله.
المعنى الثالث : الماجد المطاع، الذي لا يتم أمرٌ إلا به. لا يتصرفُ متصرفٌ بدونه، وما كان لأمرٍ أن يُقضى إلا بأمره ومشيئته.
المعنى الرابع : الذي يُعتمد عليه، فهو أهلٌ أن تسند إليه الأمور.
المعنى الخامس : الذي أُسندت إليه الأمور، فلم يقضي فيها غيره.
المعنى السادس : الفعّال لما يُريد، فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يُريد.
المعنى السابع : المستغني الذي لا يستغني عنه شيء .
المعنى الثامن : المقصود في الحوائج كلها، والأحوال كلها، والمسائل كلها .
المعنى التاسع : الدائم الباقي بعد فناء خلقه، فهو الذي لا يزول أبداً.
المعنى العاشر : الذي لا يكافئه من خلقه أحد.
المعنى الحادي عشر : الذي يَغلب ولا يُغلب.
المعنى الثاني عشر : الذي يُطعم ولا يُطعم .
المعني الثالث عشر : الشريف الذي كَمُلَ في شرفه، وتفرد بعظمته.
المعنى الرابع عشر : العالم بجميع المعلومات .
و (أل) في الصمد للاختصاص والتفرد بكمال الصمدية.
وعليه : الآن لنقم بقراءة سورة الإخلاص ونحن نستحضر هذه المعاني المهيبة لاسمه الصمد.
- تساؤل : كيف نتعبد لله بمعاني هذا الاسم ؟
أولا : لنقم بعمل جدول لحوائج يمكن أن نقضيها لمن يحتاجها، في كل شهر حاجة واحدة
ثانياً : لا ننتظر من أحد أن يكافئنا على معروف فعلنا أو حاجة قضيناها، فإن شُكرنا عليها فليكن شكرنا أبلغ .
ثالثاً : لنعشم الآخرين فينا وأننا بإذن الله ممن يُعتمد عليه فيما نستطيع ونقدر عليه .

منقول للداعية علي أبو الحسن (( حفظه الله ورعاه وبارك في علمه ونفعنا به )) آمين