[حزن120]

ضمن لقاء موسع مع الدكتور الزائر للكويت عبدالحميد القضاه سمعت منه هذه القصة الرائعة يقول:كنت في رحلة إالى استراليا لإقامة بعض الندوات في مؤتمر للطب الوقائي الإسلامي,وفي إحدى المحاضرات تحدثت عن فضل الوضوء ونصحت الحضور بالتمسك به. وبعد المحاضرة تقدم رجل مسلم من أصل كردي يريد إضافة معلومة واقعية عن أهمية الوضوء في حياتنا وحياة أبنائنا فقال: يسكن في منطقتنا شاب مسلم اسمه عبدالرحمن لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره لايفقه اللغة العربية ولم يذهب إلى المدرسة إطلاقا,وكان في المنطقة مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم,فحرص الأبوان على دفع ابنهما إلى هذا المركز.وكانت المفاجاة للوالدين وللجميع أن عبدالرحمن ذلك الفتى الأمي الذي لم يتعلم ولايعرف اللغة العربية قد حفظ القرآن الكريم في 28 يوماً فقط فشك الناس في أمر هذا الطفل وفي سرعته الرهيبة في حفظه,حيث إنه كان يحفظ في اليوم أكثر من جزء.وحتى يتحققوا من أمره وسره في الحفظ جمعوا له جميع المحفظين في المنطقة حتى يمتحنوا حفظه وكانوا كلما طلبوا منه التسميع لجزء ما من السورة المعينة يرتل دون أخطاء.ووصل أمره إلى الصحافة التي بدأت تكتب هذا الأمر المثير وسارعوا إلى تصويره وعمل اللقاءات مع أفراد أسرته وخاصة والديه. ولكنهم لم يجدوا إلا طفلا طبيعياً لايختلف عن أقرانه بشئ وظلت الحيرة تشغل ذهن الجميع , حتى تذكرت أم عبدالرحمن أمراً مهما كانت تقوم به منذ زمن,نسيت أن تخبره للصحافة, ولعله يكون السر.
قالت إن عبدالرحمن دون بقية أبنائي لم أرضعه إلا وأنا متوضئة,فلعل الله عزوجل كأفاني على حرصي على هذه العبادة (( الوضوء)) بأن وهب ابني هذه الملكة والمكرمة بحفظ كتابه الكريم, ونسأل الله أن يلبسنا تاج الوقار يوم القيامة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وحهه خرجت من وجهه كل خطئية نظر إليها بعينه مع الماء, أو مع آ خر قطر الماء. فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة تبطشها يداه مع الماء أو مع قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب..هذا جانب من حياة أم عبدالرحمن لمسناه على أحد أبنائها, فلابد أن الوضوء كان له أثر بليغ في تعاملها مع زوجها,وكيف يكون حالها عند غضبها منه وهي على وضوئها دائماً؟ يجيب عن ذلك رسول الله  حين قال: (( إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )) رواه أبو دواد.
وهذه دعوة لجميع الأزواج أن يكونوا دائماً محصنين أنفسهم وأبناءهم من الشيطان الرجيم بالوضوء ومحققين المكارم الربانية.
منقول من مجلة...