[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كنت في شوارع الرياض الحبيبة، ستسعد جدا من طرقها الجميلة وشوارعها الفسيحة، التي تتسع لهذا الكم الهائل من السيارات، لكن ما يجلب الاشمئزاز؛ هو سلوك البعض من السائقين المتهورين، فهذا يقطع إشارات عدة لا واحدة، وهذا يتجاوز الآخرين بطريقة مخيفة، ومن يرفض التوجه عنه جانبا فقد يصدمه من الخلف!!
وآفة الأوافي من يأتي من أقصى يمين الإشارة ومن خلف المصطفين بسياراتهم بانتظام، ليقف أمام الجميع، ولا يهمه أن سيارته قد تقف أحيانا في طريق الإتجاه المعاكس، أي عقلية هذه؟
وذاك يقف يمين الإشارة، ويغلقها على من يريد الاتجاه لليمين، ولسان حاله؛ أنا ومن بعدي الطوفان!!
حقيقة أغلب القطاعات لدينا نمت خدماتها وقطاعاتها، عدا قطاع المرور الذي له علاقة بتحسين الوعي لدى هذه الثلة المتهورة، وفرض العقوبة عليهم إن لزم الأمر، فهؤلاء بازدياد، ولا شيء يلوح في الأفق يبشر بالقضاء عليهم.
من يقود السيارة في بعض البلدان المزدحمة لا يرى بكثرة مثل هذه الظواهر، وأركز هنا على ظاهرة القائد اللامبالي تحديدا، وهو من يظن ان لا أحد سواه ولا يفكر إلا بنفسه.
لو تتبعت واحدا ممن يقطع الإشارة، أو واحدا يسرع جدا ويطلب منك إفساح الطريق له في بعض الطرق؛ لوجدته يذهب إلى بقالة وينزل بهدوء ويشتري مشروبا!!
ولو تتبعت آخر لوجدته يقف بسيارته بعد هذا المشهد أمام ملعب!! فهل هذه الأمور تستحق أن نسرع من أجلها؟؟
والله حتى لو كنت ستخرج لمستشفى فليس عليك أن تفعل مثل هذا السلوك في القيادة، ومن يريد أن يصل مسرعا فعليه أن يقود برفق، هذه نصيحة غالية قرأتها لأحد المشاهير ونسيت اسمه الآن.
ونصيحة لكل من يركب مع هؤلاء أن ينهرهم وأن يوقف مثل هذه التصرفات، فأحيانا مثل هؤلاء لا يعرفون حجم الخطر الذي يضعون فيه أنفسهم أو الراكب معهم.
لقد بتنا نشاهد نوعا جديدا من القلق لدى الأمهات أو الآباء وهو ما يمكن تسميته بقلق السير، أو قلق السيارات، فالبيوت تكون في اضطراب لحين عودة ابنها من مشواره، فيا قائدي السيارات من هذه الفئة، اتقوا الله فينا وفي أرواحكم وأرواحنا، والله المستعان.[Unload]قد برفق أرجوك أو طالب بالقيادة برفق فهذا حق مشروع لك[/Unload]