[مريم البتولـ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أولاً: المراد منها: العفة هى الكف عن المحارم، وخوارم المروءة0 وهى لأزمة من لوازم تمام الإيمان والتخلق بأخلاق أهل الإسلام، لقوله- تعالى – “وليستعفف الذين لا يجدون متاحاً حتى يغنيهم الله من فضله” أى وليجتهد فى العفة كل من لا يقدر على تكاليف الزواج وتبعاته حتى يغنيه الله- عز وجل- وكأن المستعفف طالب من نفسه العفاف وحامل لها عليه0 قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم تستطع فعله بالصوم، فإنه له وجاء” صحيح البخارى0 والصوم ههنا من المعينات على تحقيق العفة0

وللعفة فضائل كثيرة:

أولاً: على الفرد المسلم:

1- أنها تحفظ المسلم من الوقوع فى كثير من المآثم والذنوب، إذا إن هذا الخلق يدفع المسلم للتحرز عن كل ما يغضب الله تعالى0

2- تحفظ المسلم من شؤم المعاصى، فأن للمعصية شؤما فى حياة صاحبها، فإذا تعفف المسلم عن المعاصى المختلفة بورك له فى حياته0

3- يجد المتعفف عن الذنب لذة وسروراً أفضل من لذة الذنوب، قال بعضهم والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب، ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحاً وسروراً0

4- من عف نفسه عن النظر، ما حرم الله تعالى0 فإن الله – تعالى- يورثه نوراً فى بعيرته، كما قيل: (ما من مسلم ينظر إلى محاسن أمرأة ثم يغص بصره، إلا أخلق الله له عبادة يجد حلاوتها0 وكما ورد عن عبد الله بن مسعود يرفق” إن النظر سهم من سهام إبليس من ترك مخافتى، أبدلته إيماناً يجد حلاوته فى قلبه”0

ثانياً: فضل العفة بالنسبة للمجتمع:

1- انتشاء خلق العفة فى مجتمع المؤمنين يشيع الآمن والطمأنينة، والخير والسكينة0

2- شيوع هذه الفضيلة يؤدى إلى شيوع الأخلاق التى تتفرع عنها مثل الحياء، الصبر، السخاء، والحرية، والوقار والورع، ولا شك أن هذه أخلاق تضبط مجتمع المؤمنين فيصبح واحة تسلم من كل أذى، ويتحقق فيه كل خير0

3- هذا الخلق يعالج المجتمع من كثير من المشكلات التى لو انتشرت فى المجتمع لأودت به كله وجعلته معرضاً لسخط الله تعالى-

ثالثاً: كيفية تحقيق العفة: إن العفة خلق من الأخلاق، والأحلام فى عمومها تحتاج إلى محاولات متكررة لتثبيتها فى النفس حتى تصبح خلقا راسخاً ثابتاً 0 لذا فإن هناك عدداً من الخطوات يجب إتباعها تحقيقاً لهذا الخلق العظيم كما يلى:

1- التعرف على فضل العفة، وكثرة القراءة فى فضائل الأخلاق التى تنميها مثل خلق الحياء، وغض البصر، والورع، والحجاب0

2- الاستعانة بالله وتعالى- فى تحقيق هذا الخلق، وكثرة الدعاء أن يرزقك الله تعالى0 العفة، ولتردد صباحاً مساءاً: (اللهم أنى أسألك أن تعف نفسى عن الحرام كله0

3- محاولة التخلص بهذا الخلق، فإن الله – تعالى – أمر الذين لا يجدون نكاحاً بالاستعفاف، بقوله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله”0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ومن يستعفف يعفه الله” أى من يطلب العفاف يعطه الله العفاف0

4- غض البصر، والبعد عما حرم الله – تعالى وأداء ما أمر الله تعالى به، فإن ذلك مما يعين على التعفف والبعد عن المحارم


منقول