[هديـ،،ـل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني اخواتي
الوقت يمر والعمر يمضي ونحن لاهون غافلون لانعرف كيف نغتنم اوقاتنا
بل نتنافس على كيفية ضياعها هباء
الوقت هو عمري وعمرك وعمرك ايضا ...
هو الحياة ...
ونحن محاسبون عليه ...
يجب ان نعرف قيمته ونستثمره في انجازات لصلاح حياتنا الدنيا والاخره
هذه الايام بالذات يبدا الفراغ وضياع الوقت في اشياء لاتفيد
وهي ايام الاجازة الصيفيه ...
فمنا من يستعد للسفر للخارج وقضاء اوقاته في مالا نفع منه ...
الكثير ينوي انه سوف يقضي اوقاته ويزعم انه سوف يستمتع ولكن كيف
في ممارسة الرذيله وشرب الخمر ...والعبث المحرم ...
هذا ضاع واضاع وقته ... ولكن كل لحظة مسجلته عليه في صحيفته
فعن معاذ بن جبل أن رسول الله قال:
{ لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال:
عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وأخبر النبي أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه ولابد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت.
وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات،
يقول صلى الله عليه وسلم:
{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ } [رواه البخاري].
فلابد لكل مسلم ان يحرص على استثمار وقته وعمره في الطاعات ...وفعل مابه خير لمصلحته ومصلحة مجتمعه ..
ولننظر ماذا فعل الفراغ بأبنائنا وبناتنا ...
اضاعوا اوقاتهم في اللهو ومتابعة الهوى ... فعشش الفراغ الروحي داخلهم ...
لاعلم لامعرفه ولافقه في الدين ..
جُل مايفقهون الموضة الغربيه واخر صيحات دور الأزياء هناك
لو سألت احدهم عن آية من القرآن في اي سورة او معناها او تصحيحها لقال هاه هاه لاادري
ولو سألته عن حديث او بيت شعر او سيرة الرسول او احدى الصحابه لقال ( وش دراني ) شايفني ابن باز
ليه انت وش ينقصك الله ما عطاك العقل والعلم والادارك مثل ابن باز وزاد عليك نعمة البصر ...
ترى الشخص منهم ماعنده مانع يواصل السهر في حفلات ماجنه
وجلسات لهو لافائدة منها
ولا يستطيع تحمل ربع ساعه يحمل القرآن او كتاب نافع ...
او ينجز عمل يستفيد منه هو ومن خلفه ...
الفراغ نعمة مغبون عليها ابن ادم ..اذا كان معها الصحه ..نعمة عظيمه
(فعن ابن عباس أن النبي قال: { نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ } [رواه البخاري
وقد حث النبي على اغتنامها فقال:
{ اغتنم خمساً قبل خمس...، وذكر منها: وفراغك قبل شغلك } [رواه الحاكم وصححه الألباني].
فلنستعين على حفظ اوقاتنا من الضياع فهي اثمن من المال ....
يجب ان نرعاها كما نرعى الوليد في مهده ونحافظ عليها كما نحافظ على اموالنا من التلف
ولنحاسب انفسنا حتى نستعين على طاعة الله ..فمحاسبة النفس من اهم الامور التي توعي القلب وتنهاه
فلا بد للعاقل ان يشغل وقته في الخير والا ضاعت حياته هباء ...
وقد قيل: "الفراغ للرجال غفلة، وللنساء غُلْمة" أي محرك للشهوة
لابد من تنويع مايشغلنا في الخير فالنفس تمل من التكرار ...
ولا مانع من الترفيه ولكن ليس كل الوقت او معظمه ...
والابتعاد عن مصاحبة مضيعي الاوقات والامبالين احد الاسباب التي تعين على الاستفادة من الوقت ..

ويكفي ان نتذكر اننا يوم القيامه لن تزول اقدامنا حتى نُسأل عن او قاتنا ..
يقول صلى الله عليه وسلم:
{ لن تزول قدما عبد حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟...} [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
تذكرُ هذا يعين المسلم على حفظ وقته، واغتنامه في مرضاة الله.
ربما نتسأل كيف نستثمر اوقاتنا ونشعر ان امر لانقدر عليه وذلك تهويل من الشيطان ...
نستعين بالله على استثمارة في حفظ كتابه الكريم فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ..
(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
والمداومه على الذكر فهو من اجل واعظم الاعمال التي يحفظ بها الوقت
فقد اوصى النبي أحد اصحابه
(لايزال لسانك رطب بذكر الله )
الحرص على أداء الفرائض في وقتها والمداومه على النوافل حتى ينال محبة الله
{ ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه }
[رواه البخاري].
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكما نرى كثرة المنكرات وزاد الجهل ...
فلنحفظ اوقاتنا بالتبليغ عن رسولنا ولو آيه وندعو الى سبيل ربنا بالحكمه والموعظة الحسنه
(قال الله تعالى
: (قُلْ هَذِهِ سَبِيْلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِيْ )
[يوسف:108].
تعلمُ الاشياء النافعه مثل الحاسوب اللغات النجارة السباكه الكهرباء وكل مافيه نفع وفائده ..
فأوجه الخير لا تنحصر لتستثمر بها وقتك بجانب الواجبات الأساسية المطلوبة منك ..

ولنحرص على البعد عن الافات القاتله للوقت المضيعه للعمر ..
والتي تسبب الغفله الشديدة ..التي حذر منها القرآن ..
والتي تتسبب بالتسويف
وهو تأجيل التوبه والعمل الصالح ...
وقد حذرنا ربنا حتى لانكون من اهل النار ..
يقول تعالى: وَلَقَد ذَرَأنَا لِجَهَنمَ كَثِيرًا منَ الجِن وَالإِنسِ لَهُم قُلُوبٌ لا يَفقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرُونَ بِهَا وَلَهُم ءاذَانٌ لا يَسمَعُونَ بِهَا
أُولَـئِكَ كَالأنعام بَل هُم أَضَل أُولَـئِكَ هُمُ الغاَفِلُونَ [الأعراف:179].
وفي جهنم كما وردنا من رسول الله ان المُسوف يجر اقتابه في جهنم ويقول (أُوفَ لمسوف )
نسأل الله السلامه والعافيه
والتسويف في فعل الطاعات يجعل النفس تعتاد تركها وتستهين بها ...
وقد قال الشاعر
تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري *** إن جنَّ ليلٌ هـل تعـيشُ إلى الفجــرِ

فكم من سليمٍ مات من غير عِلَّةٍ *** وكم من سقيمٍ عاش حِيناً من الدهرِ

وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً *** وقـد نُسجتْ أكفانُه وهـو لا يـدري

فلنغتنم اوقاتنا اخوتي اخواتي في إِعمار حياتنا في كل مجال به خير للدنيا والاخره
ولا نحقرن من المعروف شيئا ..

م/ن
{..تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..}