[محمد عبد الله زينو]

اعجبتني مشاركة اخي ابو سعد يعنوان ( رؤيا ابكت الألباني ) .. وفي الحقيقة اظن ان من عرف الشيخ الألباني وعرف شخصيته لن يتمالك نفسه من الدموع وهو يسمع الشيخ الألباني يبكي في تلك الرؤيا .
فالشيخ رحمه الله ( وكما عرفناه من خلال اشرطته وكتبه ) كان ذا شخصية قوية وذا هيبه وكان قوي الحجة ( وهذا من ثمار تعلم الحديث )
شديدا على اهل البدع يحاجهم ويبطل زيفهم
حتى ان تلامذته المقربين قد اخذوا عنه ذلك فقد كان يعطيهم الحق في مراجعته ومناقشته
حتى ان الناس انقسموا عليه قسمين قسم احبه بصدق ( وهم اهل السنه والجماعه الحريصين على الإسلام ) وقسم ابغضه وأظهروا بغضهم ( وهم اهل البدع والإنحراف ) وهذا الإنقسام يدل على علو المكانه والعظمه ( كما ذكر المنفلوطي رحمه الله في كتابه حين تكلم عن العظمه )
ولكن في هذه المرة اتت المسكته المبكيه ... اتت الرؤيا .. اتت البشرى تزفها امرأة ...وهي تقص الرؤيا عبر سماعة الهاتف على الشيخ وتسترسل ... والشيخ يسمع .. ولكن لا يجيبها بلكمه ... مالذي اسكته !!!
هل انقطع الخط؟ لا ... هو يسمع .. ولكن لا يجيب بكلمه ...
مابال الشيخ .. ما بال الألباني ..
مالذي اسكت صوتا لم تسكته افواه المبتدعه والحاقدين وهم يتهمونه .. ولم تسكته القرارات الرسمية والقوانين ... ولم تسكته الأمراض المتواليه ... ولم يسكته الهرم والضعف .. ولم يسكته الفقر وأذى الناس ...ولم يسكته الظلم والقهر ( مات الشيخ وله 87 عام )

مالذي اسكت صوتا قد علا كل الأصوات وهو يحاجها بقال الله .. وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...
مالذي اسكت صوتا تعرفه مكبرات الصوت جيدا في المساجد والمحاضرات في كل انحاء العالم .. في الجزيرة العربية .. في بلاد الشام .. في امريكا .. في اوروبا .. في افريقيا ..
مسكين هذا الشيخ عله ظنها امرأة تريد فتوى في بعض الأمور التي تخص النساء في القضاء او الطهاره .. الخ .. وانه سيجيبها كعادته بـ إفعلي كذا او لاتفعلي ... يجوز ولا يجوز ... حرام او حلال ...
ولكن لا فقد ابت الا ان تاتيه بهديه لم تكن تلفها في منديل او تحملها في كيس .. بل كانت بشرى ( برؤية صالحه )
علها ان ترد له شيئا مما له من جميل وهي تمثل الأمة التي خدمها الشيخ طيلة حياه
رفقا بالشيخ يا اختاه .. فقد حركت شوقا سكنه فؤاده .... واستدرت كلماتك دموعا لطالما كا يخفيها عن الناس ... رفقا بكبريائه فالعالم يسمع ...
استعصت عليه الدموع .. فانحدرت وتخللت لحيته ... وتسابقت منه العبرات ( وبلغني من بعض الروايات انه حينها طلب ممن حوله الخروج ليخلو بنفسه )
ارتعد جسده وهو يجهش بالبكاء على ما فيه من رعدة الهرم والضعف ...
لا تلوميه ولا تعذوليه فما هو الا الشوق الى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحزبه..
لسان حاله يقول
تـــــكاد حين تناجيــــكم ضمائــــرنا يقضي عليـــنا الأســـى لـــولا تـــأسيـــنا
ان كــــــان قد عـــــز في الدنيا اللقاء ففــــــي مواقــــف الحـشر نلقاكم ويكفينا
شوق و عشق حدى به عشرات السنين.... فمرة يعدو ومرة يمشي واخرى يزحف وعن قريب حمل على الأعناق ...
لا شئ يوقف المشتاق الى لقاء ربه .. لا الدنيا بزخارفها ولا البلاء وقسوته ....
لا شئ يعيقهم ..
ان عسعس الليل ادلجوا ... وان تنفس الصبح بكروا ....
لا زمهرير الشتاء يشلهم .... ولا هجير الصيف يثنيهم
ولا ترققرق الأنهار والجداول يغريهم .... ولا وصال الغواني يستهويهم ....


ان استبقوا .. استبقوا الخيرات ، وان سارعوا... فإلى جنت عرضها الأرض والسماوات ...
وان نافسوا ففي ما يرضى رب الكون والبريات ....

بالله عليكم هل من مخبر مابال القوم .... مالذي يحدوهم ومالذي يشغلهم ... وكأن دنياهم ليست بدنيانا ....
ياليت شعري مابالهم !! ما حالهم !!.. فقد احترت فيهم .. واحترت في نفسي ....
لا أراهم الا كما قال الشاعر
ان لله عــــــبادا فطــــــنا عرفـــوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظــــروا اليها فلما علموا انهــا لن تكون لحي وطـنا
جــعلوها لــــجة واتخذوا صالح الأعمال فيها ســـفنا

جعلوا شعارهم ( وعجلت اليك رب لترضى ..)

رحم الله الألباني وغفر له ولجميع موتى المسلمين
( ان اثنينا على الشيخ فبما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا )


وبما ان الشئ بالشئ يذكر نذكر الشيخ عبد العزيز ابن باز فقيد الأمه
وما قد نقل عنه انه وطوال 60 عام من العمل ( وقد توفي رحمه الله وعمره تقريبا 90 عام ) لم يأخذ اجازة اطرارية
فظل طيلت هذه السنين يخدم الأمه ، حتى في يوم وفاته كان قد باشر بعض اعماله وقابل الناس
ورد على أسئلتهم ... على ما كان به من مرض وتعب .
وكان السأل يسأله المسأله وصوت الشيخ يسمع بالتسبيح والإستغفار اثناء ذلك .
وحين مات ذكر ان بعض فقراء مكة خرجوا يبكون ويقولون ( ابونا مات .. ابونا مات ..)
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ..............................
وذكر ما تركه الشيخ من ذكر وسيرة حميده بين الأمه يطول ويطول ...
فغفر الله للشيخ ابن باز واسكنه فسيح جناته وجزاه عن الأمة خير الجزاء .


وهذا الشيخ ابن العثيمين رحمه الله وجميع موتىالمسلمين يقدم عليه الطبيب الأجنبي ويطلب منه
حلق لحيته حتى يستعمل علاج ضد مرضه ( وكان السرطان ) فيأبى الشيخ ويقول
لا اريد ان القى ربي بدونها ....( اي اللحيه )
كان مشعلا من نور ينبعث من القصيم لكن نوره كان يشرف على اقاصي الأرض
فتلامذته مبعثرون في أرجاء المعمورة ... لا يكاد ان يخلو بلد او مصر الا وله رسل فيها
قد تلقو العلم عنه وكانوا نتاج يديه الحانيتين
رحمك الله يا ابن العثيمين ونور قبرك وغفر لك ولجميع موتى المسلمين

وهذا الفارس الشيخ عبد الحيد كشك رحمه الله وجميع موتى المسلمين
في يوم مبارك وفي ساعه مباركة من صباح الجمعه وقبيل صلاة الجمعه
وفي وضع مبارك اقرب ما يكون العبد فيه من ربه
وهو ساجد يشاء الله حينها ان يبعث ملك الموت ليقبض روحه وهو على هذا الحال
ليبعث ان شاء الله يوم الحشر ساجدا
ومما قرات عن سيرته في كتابه
انه حكى مرة عن ما قد اصابه هو ومن معه من التعذيب في السجن وانهم حرموا الماء
لأيام فلم يجدوا سوى ان يشرب بعضهم بول بعض
فذكر انه كان ممن قد شر ب البول من شدة العطش ثم عقب على ذلك
بقوله ( وكانت تلك اول ليله اشرب فيها البول ولله الحمد )
لم ينس ان يحمد الله على البول .... ونحن نسبح في نعم الله ليل نهار
ولكن ( وقليل من عبادي الشكور ) .
رحم الله فقيد المنبر عبد الحميد كشك وغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح الجنات


وهذا الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وجميع موتى المسلمين
تأتيه راقصه وتقول له اريد ان اتوب يا شيخ فينصحها ويشجعها ويقول مما قال
( من كان يرزقك وانت عاصيه لن يحرمك وانت طائعه )
ثم يقول لها جمله يعطينا بها درسا عظيما ( قال ( لا تنسي ان تدعوا لي )
طلب الدعاء من راقصه !!!! ومنا من لو فعل بعض الطاعات
ظن انه من اولياء الله المقربين ...
نسال الله العافيه .....
رحم الله الشيخ الشعراوي وغفر له وادخله في رحمته



وهذا صرح آخر في اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وجميع موتى المسلمين
يقدم على قريته وتكاد تقول انها كانت شبه خاليه من اهل السنه
وكانت تعج بالبدعه والمبتدعين فيشاء الله ان يشمر هذا الشيخ (صغير البنيه
لكنه كان عظيم الهمه همه تدك الجبال ) ان يشمر عن ساعد الجد ...ولسان حاله
طامني يا جبال او فاتسامي انني للعلا الكؤدة مغرم
ليس يثني عزيمتي طول درب او عظيم فهمتي منه اعظم
وبالفعل تعالى بهمته واجتهد وتابع وثابر حتى انكشف الصبح عن وجه الحق
وتوارت البدعه وأهلها في اوكار الباطل .. لتكون تلك القرية مع موعد مع فجر جديد بنور الله
وليكون مسجده منبرا للعلم يقصده شبا ب المسلمين من جميع انحاء العالم
على اختلاف اجناسهم والوانهم ولغاتهم
الهم ارحم الشيخ مقبل واغفر له واسكنه فسيح الجنان


وهذا الفارس الفذ ( اسد البلقان ) المجاهد المعروف ( الخطاب ) الذي دوخ الروس
وأذاقهم الله الويل على يديه حتى عجزوا عن قتله الا بسم دسوه له في رساله عاجلت بموته
ولكنه ورغم انه كان يعمل في صمت لكن الله ابى الا ان يعطر سيرته بين الناس
فكان قدوة صالحة لكل من يريد الجهاد الحق ( وليس ما يسمى الأن بالجهاد وهو في حقيقته اثارة الفتن بين الناس
)
وهب شبابه وعافيته لقضيه لم تكن شخصية او سياسية او رياضية
بل كانت سماويه ... وحسبها شرفا وعلوا ان تكون سماويه
رحمك الله يا خطاب عصرنا ورزقك وصال الحور العين


وها نحن قد ودعنا عن قريب حاكما قد تخفف عن جهاهه فنزل يمشي بين رعيته
آمنا مطمئنا ينشر العدل بين رعيته فحق له ان يكون مطمئنا والأمن هو من ثمار العدل
قال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ...)
وفاض خيره مما اتاه الله في كثير من بلاد المسلمين
رحم الله زايد وغفر له وأمنه في قبره
(

كل من اثنينا عليه من العلماء وغيرهم انما زكيناهم بما نحسبهم والله حسيبهم ونعوذ بالله من ان نزكي عليه احدا ، هو ربهم ، ان عذبهم فبعدله ، وان اكرمهم فبرحمته وفضله )
فنسأل الله لهم جميعا العفو والعافية والمغفرة والرحمه ... وان يجازيهم بالإحسان إحسانا
وبالسيئات عفوا وغفرانا ..
وان يرحم والدينا وجميع موتى المسلين .... وان يرحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه ...



ولعل قول الشاعر يغني عن كل ما قلت

اذا مـــــــا مـــــات ذو علم وتقوى فقد ثلــمت من الإســـــلام ثلمة
ومـــوت الحاكم الـــــــعدل المولى بحـكم الأرض منقصــــة ونــقمة
ومـوت الفارس الضرغــــام هــدم فكم شهدت له بالنصــر عــزمة
ومــــوت فتى كثير الجود محـل فــإن بــــقائه خصب ونـــــعمة
ومـــوت العـابـد الـــقوام لــــيلا يناجـــي ربه في كل ظلـــــمه
فحســــبك خمسة يبكى عليهم وباقي الخلق تخفيف ورحمة
وبـــاقي الخــلق خلــق رعاع وفي إيجــــــــــادهم لله حكمة


وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله جميعا وصحابته والتابعين
*********************************