[أبو عامر الشمري]

السلام عليك

أخواني أخواتي

كما عودانكم وعودتونا على المفيد والجديد

هذه قصة من البادية

أحب أكتبها لكم

ولا كن

ربما بصياق آخر

" حسبما رواه لي جدي الله يرحمه "

حيث قال

"كان هناك شاب من أهل البادية

من أهل وسكان نجد الأصليين

عليه شهامة البادية وعاداتها

كان كعادة البدو رحالة

من ديرة لديرة

للبحث عن الربيع والمفالى

فالشاب أحب بنت جيرانه

حب شريف حب البداوة الأول

حيث كان لا يقدر يستغني عنها

وهي كذلك نفس الموال

فكل يوم وعندما يشق الفجر

يذهب –يسرح- بالإبل إلى مفلاها

"أي المكان الذي تسرح بإبلها فيه"

ويتقابلون بتبادل الآحاديث

وما إلى ذلك

إلى أن أتى اليوم الموعود

وطلبها من أبيها زوجتاً له

على سنة الله ورسوله

فوافق أب البنت

ولا كن

طلب مهرها
زمل وخيل وعبد أبو الولد

"الزمل: الإبل التي يحملون أهل البادية عليها متاعهم"
"العبد: كلنا عارفينه الإنسان المملوك"

فرفض أبو الولد
ويحق له يرفض

لا كن الولد ألح على أبيه بالزواج من البنت

فلما رأى إلحاح الولد على الزواج منها

شاور أم العيال

فقالت: الرأي رأيك
ظناً منها بأنه لا يوافق على المهر

فما هي إلا ليالي معدودة

ويقوم أب الولد

بتسليم

الزمل
والخيل
والعبد

مهراً لولده

فكادت تجن الأم مما حصل

لأنهم بدون

زمل وخيل وعبد

ما عندهم إلا "باااا باااا و ماااا ماااا"

أم قرون "المعزاء"

أو ما تسمى الماعز

فعلى سنة الله ورسوله

تم الزواج ودخل على زوجته

ففي الصباح

أي صباح اليوم الأول للزواج

قام الولد الملقوف ودخل على أمه وصبحها بالخير

لا كن الأم شايلة بعض الشي عليه

فقال: يا يمه ما فيه صبوح

"الصبوح: شرب لبن الخلفات على الصباح"

فقالت: من وين لنا صبوح وأنت حي ترزق

خذيت الزمل والخيل والعبد

ولو كان لك سطوة كان خذيت الغنم معهن

فصارت في نفس الولد

ونذر وأقسم بالله

ليذهب ولا يرجع إلا أن يأتي بزمل

طال الزمن أم قصر

علشان خاطر أمه

فذهب وأتجه صوب الشام

فلا أعلم أهو وصل للشام

أم قبلها "جنوب الأردن"

فقام برعي الإبل عند رجل له من الإبل ما الله بها عليم

وكان الاتفاق بينهم

حوار عن كل سنة يرعاها

"الحوار: بيبي الناقة أو بالأصح طفلها الرضيع"

فرعى عنده

لا كن أختلف في المدة التي رعاها

فمنهم من قال

10 سنوات

ومنهم من قال

15 سنة وهو الراجح

ومجموعة ما ملك من الحلال خلال هذه المدة

33 بعرة

أي 33 ناقة

فبد ما أنهى المدة

وشد الرحال صوب نجد

وعند مغادرته للشام

أتاه رجال مشهور ببيع الوصايا للمسافرين

وقال الرجل: إلى أين أنت ذاهب يا أخ العرب

فقال الولد: ديار نجد

فقال الرجل: تشتري مني وصية بعشر نياق " بعشرة بعارين"

فقال الولد: أرسلها وما عاش من يرده بخاطرك

فقال الرجل: إذا طلع سهيل لا تأمن السيل

فبعدما سار بعض الكيلومترات

وأراد أن يخرج من المدينة

ناداه الرجل فقال: تشتري وصية أخرى بعشر نياق

فقال الولد: أرسلها وما عاش من يدرها بخاطرك ثانية

فقال الرجل: لا تبيّت أهلك ليل

"أي لا تأتي أهلك بالليل"

فبعدما سار بعض الكيلومترات

وخرج من المدينة

فإذا بالرجل يلحقه

فظن الولد بأن النياق التي أعطاه إياه ناقصة

فلما وصل الرجل

قال: تشتري وصية مني بعشر نياق

فقال الولد: يا رجل ما بقي معي إلا 13 ناقة

خلنا نتجمل فيها عند الأهل

فقال الرجل: وصية ما بعدها وصية

فقال الولد: أكيد يا رجل

فقال الرجل: تم جعلي فدوتٍ لذ الوجه

فقال الولد: أرسلها ولا تعودها يا رجل

فقال الرجل: لا تبيّت بارودك بطلقة

" أي لا تنام وسلاحك فيه ذخيرة حية "طلقات"

فبعدما سار الولد باتجاه نجد

ودخل حدود المعمورة

"Saudi Arabia”

أتى ناس من أهل البادية

يسكنون في أسفل وادي

فضيفوه كعادتهم أحفاد أبو عدي "حاتم الطائي"

فبعد العشاء قام مضيفه

وفرش فراشه لكي ينام

فلما أضطجع الولد وأراد أن ينام

فإذا نجم سهيل طالع

وتذكر كلام الرجال

" إذا طلع سهيل لا تأمن السيل "

فأستأذن من صاحب البيت

بحجة أنه يريد أن يرقد أعلى الوادي

" أي خارج الوادي بالأماكن المرتفعة "

لأنه قادم من الشام

وما يتحمل الكتمة "الضيق"

فلما ذهب ونام

وفي آخر الليل قبل بزوغ الفجر

صحى بصوت الوادي

فأنتظر إلى أن خرجت الشمس

فإذا أهل الوادي كلهم سرى فيهم الوادي

وما بقيت إلا بعض رحالهم –نياقهم- وممتلكاتهم

فقام وحمل النياق بما بقي من متاعهم


"بالنسبة للوصية الأولى كسبها 100% وزيادة"


وكمل مشواره باتجاه أهله

وعند وصوله لأهله

كانت الشمس قربت للمغيب

وتذكر

كلام الرجل " لا تبيّت أهل ليل"

فقال: أرقد ومن بكرى أصبحهم

لا كن الشيطان أحرص

فقال الشيطان: يا رجال بيّت أهلك وأرقد عندهم وما جايك شيء

فأطاع الشيطان

وذهب إلى أهله بالليل

فكان الذي أستقبله

شاب يبلغ من العمر 14 سنة

فأستغرب من الولد هذا

لأنه لا يذكر إلا

أمه وأبوه وزوجته

فدخل البيت وهم له منكرون أي لا يعرفونه

فإذا أبوه شيخ كبير بالسن

وكانت أمه كذلك عجوز كبيرة بالسن

وكانوا متقابيلن على النار

فأعطوه حق الضيف

كما عودونا أهل نجد

وبعد الضيافة

سألوه: من أي الديار أنت

فقال: أنني قادم من الشام

فقالوا: ما تعرف رجال يقال له فلان

هذا ولدنا خرج باتجاه الشام

وصار له 15 سنة وما ندري هو حي أو ميت

تلعثم وسكت

وقال: هذا الاسم ما مر علي

والرجال شاغل باله زوجته

لا كن الذي لفت انتباه

أن الولد الذي عمره 14 يقول لأبوه يا جدي

قال الرجل: بس الزوجة خانت وتزوجت بعدي

وما هي إلا ثواني معدودة

فأستأذن الشايب بالنوم فنام

والعجوز قامت فدخلت قسم النساء

فقام الولد ودخل قسم النساء كذلك

فقام الرجل وجلس يراقب زوجته من خلف الرواق

"الرواق : هو العازل بين الرجل والنساء في بيت الشعر"

فقامت وفرشت فراشها ونادت الولد

بأن ينام معاها

فقال الرجل: أرخوا فلانه وين البارود

يقصد السلاح يريد قتل زوجته والولد

ظناً منه بأنها خانته وتزوجت بعده


فتذكر

كلام الرجال

" وصية ما بعدها وصية "

لا تبيت بارودك بطلقة

أي لا تنام وسلاحك فيه ذخيرة حية "طلقات"


فحكّم الرجل عقله وقال: ننتظر للصباح

فلما أصبح الصباح

وأخبرهم بأنه ولدهم

بكوا من الفرحة

وأخبروه بأن

الزوجة

ما زالت زوجته

وبأن الولد












ولده

سبحان الله

"ويخلق مالا تعلمون"