[لولو درة فلسطين]

كفى ايها الزمان .. ما عدت أحتمل الأحزان ..

ما عاد الفؤاد ينبض سوى بالدمع والحرمان ..

ألا يكفيك اننى غرقت بتيار الآلام ..

وأننى سرت اتمزق بين الأيام ..

آه أيها القلب الحزين ..

ترى كم ذرفت من الدموع عبر السنين ..

لقد إغتيل حلمك ، وألقيت بقاياه متناثرة بأعماقك ..

وولد ألمك ، وسار طليقا ً يلهو بأشواقك ..

فهذه هى لعبة الزمان ..

عندما تزول كل الأسوار .. وتذبل الأشواك وتنبت الأزهار ..

يأتى هو كالإعصار ، يسحق القلب ، يهدم الأمل ، يدمر الحلم ، ..

وعندما تحاول الإحتماء ، لا تجد اى ستار ..


وها هو العذاب قد جاء .. جاءك أيها الفؤاد ليجهز عليك بضربته القاصمة ..

ليمزق ما تبقى منك .. ليقتل شمسك قبل شروقها ..

فماذا تبقى .. ؟

آه كدت أنساها ..

إنها الأيام ..

ها هى قادمة تبتسم ، ولكن إبتسامتها لا تحمل أدنى قدر من الود ..

إنها إبتسامة ساخرة متشفية ، وكأنها تحتفل بإنتصارها ..

إن الحياة لا ترحم ... وكثيرا ً يا قلبى ما تظلم ..

ولكن .. الى متى ستحتمل .. الى متى تسيل عبراتك وتتألم .. ؟

كلا ..

كلا ..

إنفض عنك اليأس ..

تثبت بالأمل ..

دافع عن وجودك ..

لا تهاب الزمان .. ولا تخش الأيام ..

ان من قتل يقتل ..

فلا تقتل انت .. وتغفر ..

انظر ..

لقد تلاشت إبتسامة الأيام الساخرة ..

أدركت أنها لم تعد عليك بقادرة ..

أدركت أنك زرعت زهرة أمل بين أشواك اليأس ..

انك غرست بين ثناياك العزم والبأس ..

نظرت الى عينيك ، وهالها ما رأت ..

فلم تر الدمع ، لقد رأت قوتك وحزمك ..

حاولت ان تسبر أغوارك ، فلم تجد الإستسلام والخضوع ..

لم تجد الضعف والخنوع ..

لقد وجدت إصرارك وإرادتك ..

ربما آن الآوان ، لتفارق الأحزان .. لكى تشعر ولو للحظة ، بالأمان والإطمئنان ..

أعلم أنك ستخفى جراحك ، أعلم ان كل هذه الصلابة التى تبديها غلاف خارجى .. تخفى به الآمك ..

اعلم كم تتمنى ان تبكى .. تصرخ .. تشق آهاتك الفضاء ..

تملأ دموعك البحار .. يتنهد عذابك فتجف الأنهار ..

إبك .. إصرخ ..

لكن لا تجعل أحد يراك..

إجعل دمعك بين الإبتسام .. ضع صراخك بين الضحكات ..

فربما تتلاشى ذكرياتك يوما ً ..

عندما تتلاشى نبضاتك من هذه الحياة ..

عندما يتعالى صياحك ولا يسمع أحد صداه ..

بهذا فقط ستنتصر ....