[نورمـــان]

أنا من الذين يغلبون جانب التوكل على الله، عند الحديث عن العين والسحر، وأن من التوكل المحافظة على الأوراد، من باب الأخذ بالأسباب، لكن منذ فترة رأيت رؤيتين متقاربتين ، في إحداهما رأيت حيوانا ينظر لي بعين واحدة كأن نظرتها نارية، ثم يلف رقبته على وسطي حتى كدت أموت، وعندما عرضتها على مفسر، أوصاني بالرقية، ولم أصدق! وفي الرؤيا الأخرى، رأيت من يطلب مني أن أقرأ آيات بعينها، عندما بحثت، وجدت أن هذه الآيات يُوصى بقراءتها على من كان مصاباً بالعين، استجبت ، واستمعت للآيات المذكورة، لكن لم أشعر بشيء، ثم تذكرت أنني من سنوات كنت ممن يحافظن على قيام الليل، وكنت أشعر بلذة فيه ، ثم مر بي شخص من أهلي فقال مستكثرا: الله! كل هذا تصلين!..(وأصبح الناس ينظرون لي على أني متدينة ، ويذكرون ذلك أمامي ، بالرغم من أني كنت أرى الأمر عادي ، لكن لاأدري ماالذي حصل بعدها، فقد شعرت أن التدين أصبح يتسرب من بين يدي بسرعة، الصلاة أصبحت ثقيلة جدا، ولاتزال، القران حفظت معظمه، ثم أُنسيته، وكل محاولاتي لاسترجاعه باءت بالفشل، أصبحت أكتفي بقراءته، وهذا أيضا من فترة لفترة، كل أمر يتعلق بالعبادة، أصبح ثقيلا كجبل عظيم، مع أنه كان ميسرا، وسهلا،والملل دون سبب ، بل أني أمل حتى من الفرح! في البداية لم أعر الأمر انتباه، وقلت هي أحوال، فتارة يزيد الإيمان وترة ينقص، ولعل ذلك بسبب الذنوب ،لكن الآن أنظر لما تبقى من ديني، فلا أجد سوى أن هناك عبادة الحب في الله والبغض في الله..هي ماتبقى لدي قويا، وماعداه أصبح متذبذبا، منفرطا، بل أني أحيانا أقول لنفسي : لم يتبق لي سوى: لاإله إلا الله.
فهل للرؤيا علاقة بهذا، وهل آخذ مارأيت على محمل الجد..أم أعتبر أن له معنى بعيدا عن الرقية؟