[غندوره]

...استوقفني مقال مترجم من عميدة الاستــــشراق د.آنا ماري شمل عن الاسلام ..التى نادت بااعلى صوت بان

المرء عدو مايجهــــل

بهذه المقوله المشهوره لــ علي بن ابي طالب 0رضي الله عنه 0 بدأت انا ماري بان الجهل يورث الكراهيه والبغضاء ..وان عدم المعرفه الذي ينجم عنه الخوف ..حقيقه يسجلها دارسوا العلاقات بين الافراد وبين الدول بعضها البعض وذلك على تقلب العصور..

وان الغموض الذي يعم العالم من كافة نواحيه على الرغم من وجود حشد كبير من وسائل الاعلام والمنشورات والمؤلفات والندوات الا ان جانب الغموض قد يعالج جانب من جوانب على حساب جانب اخر غيره ..فيؤدي هذا الى تشويه حضاره ما او تقديم صوره مزيفه لها فتنبعث الحساسيات الفكريه الضاره ..


وينطبق هذا على صعيد الاديان ,والاسلام مثل نمطي لتلك التأويلات الظالمه المشوهه ..كما عهدنا لوحات الفنانين في القرن التاسع عشر الغربيين الذين شغفوا بتصوير المسلمين ( برابره غير متحضرين محاربين شاهري السيوف مترفين غارقين في مجالس اللهو بين الحسان ..

واليوم عند ذكر كلمة اسلام تاتي صورة الملتح المتزمت او صورة ارهابي وقح منحط لاوازع له والحق ان اللوحات وهذه الصور اليوم تستندان الى التأويل الخطأ ..

فينبغي اليوم ان نلتمس الاعذار للمسيح في القرون الوسطي لانهم عرفوا الاسلام الذي تلا المسيحيه فظنوا انه زندقه وارتداد عن الدين المسيحي ..وان محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن الا كاردينال كاثولوكي خرج على البابا - بل ظن بعضهم ان الاسلام نوع من الوثنيه او من الديانات البائده المجهوله ..

وماهذه الاقاويل التى ينسبها المسيح القدامى عن الاسلام الا تشويه واجحاف لدين جوهره الوحدانيه المطلقه ..فهو لايعترف سوى بالله ربا ويشهد ان محمد رسول الله ..وقد دأب محمد نفسه على التاكيد بانه بشر ويوحى اليه .

والواقع ..

ان الانتصارات السياسيه للامه الاسلاميه التى اخذها اتباعها انذاك في ازدياد مذهل حتى تجاوزت مضيق جبل طارق الى الغرب وامتدت كذلك الى الهند والسند فصبغاها بصبغة اسلاميه وهذا الامتداد الشاسع ماكان ليهدىء روع الغرب المسيحي الذي لمس بأس الخلافه الاسلاميه وتفوقها حربيا وسياسيا ..

وفي الوقت نفسه شعت اسبانيا كنجمه في سماء الاسلامكمركز اشعاع وبث حضاري بين اوروبا والعالم الاسلامي وحتى يومنا هذا تشهد الحضاره الاسلاميه مضطلحات لا حصر لها في ميادين الطب والعلوم والفلك...ووو..

حيث اظهر اليهود والنصارى والمسلمين بيئه واحده سادها الوئام والتسامح والتلاقح الفكري والحضاري ..

لقد نزل القران في مكه ثم المدينه ومامن مترجم يستطيع ان يترجمه دون صعوبه بالغه .المسلم لايشك في ان القران كلمة الله ..نزل بلسان عربي مبين ..على الني الامين وان ترجمته لايمكن ان تكون تقريبيه ضمنيه لاتضارع الاصل ..اذا لااحد مهما بدأ من الحذق والكفاءه يستطيع ان يترجم ذلك الاعجاز الالهي الى لغه اخرى ..

وتقول انا ماري ان محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن نبيا يطوف البلاد واعظا معلما حريصا على نشر تعاليمه في المدن والقرى والبوادي ..وانما كان رجلا يؤتي ازواجه..حتى اثارت زيجاته المختلفه بعد وفاة السيده خديجه عدم الارتياح لدى المسيحيين في القرون الوسطى الذين درجوا الى حياة الزهد والتنسك ..


كما ان هنالك تعدد صبغات اسلاميه ..وهنالك تعدد في صبغات النصارى واشكالها المتباينه الا ان الاسلام يتفق على كلمة واحده اصلها ثابت الا وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ..وان الله لم يتخذ صاحب ولا ولدا ..

وقد ذكرت سورة النساء ( ان الله لايغفر ان يشرك به .ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) سورة النساء/الايه 48

ان الكثير من الاحكام الظالمه التى نلصقها للاسلام ناشئه عن سوء فهمنا وخطئنا في القياس المنطلق من معايير الغربيه ومثلنا وقيمنا وليدة القرن العشرين المشرف على النهايه ..


يكفي ان جيل اجدادنا لو يرى مجتمعاتنا اليوم لانكر الكثير ..ولتملكه العجب والحزن ولهاله وراعة مايرى ويسمع من بدع لم يالفها ..مما يعد اليوم عاديا جدا ..

هل كنا نذهب الى القداس حاسرات الرؤوس؟

تعرف اليهوديه عادة تغطية الراس فهذه عاده متبعه للمتدينيين والمتدينات من اليهود ..
فماتزال اليهوديه تغطي شعرها بباروكه او بغطاء .
ولازال اليهودي يحضر الى الجامعه وعلى راسه الطاقيه التى تغطي قمة راسه

فلماذا اذن لاينبغي ان تغطي التركيه رأسها او شعرهــــا ؟

من احدى المقرارات الملزومه بها في مجال دراستي
واعجبتني هذه المحاضره فاختصرتها لكم في سطور
اتمنى لكم الاستفاده ..
الحمدلله على نعمة الاسلام
بقلم /غندوره