[ام يوسف الغامدي]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


قاعده نافعه من اقوال لابن قيم الجوزيه

العبدمن حين استقرت قدمه في هذه الدار فهومسافر فيها الى ربه ومده سفره هى عمره

الذى كتب له فالعمر هو مده سفر الانسان في هذه الدار الى ربه ثم قد جعلت الايام والليالى

مراحل لسفره فكل يوم وليله مرحله من المراحل فلايزال يطويها مرحله بعدمرحله حتى ينتهى

السفر فالكيس الفطن هو الذى يجعل كل مرحله نصب عينيه فيهتم بقطعها سالما غانما

فاذا قطعها جعل الاخرى نصب عينيه ولا يطول عليه الامد فيقسو قلبه ويمتد امله ويحصر

بالتسويف والوعد والتأخير والمطل بل يعد عمره تلك المرحله الواحدة فيجتهد في قطعها

بخير مابحضرته فانه اذا تيقن قصرها وسرعة انقضائها هان عليه العمل فطوعت له نفسه

الانقياد الى التزود فاذا استقبل المرحله الاخرى من عمره استقبلها كذلك فلا يزال هذا

دأبه حتى يطوى مراحل عمره كلها فيحمد سعيه ويبتهج بما اعده ليوم فاقته وحاجته

فاذا طلع صبح الاخرة وانقشع ظلام الدنيا فحينئذ يحمد سراه وينجاب عنه كراه فما احسن

مايستقبل يومه وقد لاح صباحه واستبان فلاحه
[/align]