[الكون]

a7

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على نبينا الامين
و على اله و صحبه اجمعين الى يوم الدين

قبل أن اذكر لكم قصص السلف الصالح
أحب ان أنوه عن بعض الكسالى الذين إذا سمعوا هذه القصص
ظنوا أن هؤلاء السلف متشددون في الدين و مكلفون لانفسهم ما لا تطيق
و لم يعلموا أن هذا لا يكون إلا لمن وفقه الله تعالى لذلك
و أن هؤلاء السلف علقوا قلوبهم بخالقهم و تعلقوا بدار القرار
و تركوا زيف الدنيا و زخرفها ..

نسأل الله التوفيق لعمل الطاعات و استباق الخيرات
و ما توفيقنا إلا به سبحانه ارحم الراحمين

قصص السلف في قيام الليل :
وهي كثيرة سنذكر منها عشرا

أولا
أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحم الله ،
فقال له يا حسين : ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا
فيقول الرب : كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ؟!!
أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ؟!!
ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل ،.....، غداً أقر عيون أحبائي في جناتي .

ثانيا
كان ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة .

ثالثا

قال سفيان الثوري رحمه الله : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته .

رابعا
رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل : لمن هذه الخيام ؟!!
فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن !!
فكان لا ينام الليل!!


خامسا
لما احتضر العبد الصالح أبو الشعثاء رحمه الله بــكـى
فقيل له : ما يـــبــكــيــك !!
فقال : إني لم أشــتــفِ من قيام الليل !!


سادسا
كان العبد الصالح سليمان التميمي – رحمه الله – هو وابنه
يدوران في الليل في المساجد ،فيصليان في هذا المسجد مرة ،
وفي هذا المسجد مرة ، حتى يصبحا !!

سابعا
قال حسن بن صالح رحمه الله : إني أستحي من الله تعالى أن أنام تكلفا
( أي اضطجع على الفراش وليس بي نوم )
حتى يكون النوم هو الذي يصير عني ( أي هو الذي يغلبني )
، فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائما فلا أرقد الله عيني !!

ثامنا
دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله
فرأت تلك المرأه بللاً في موضع سجود الأوزاعي ،
فقالت لزوجة الأوزاعي : ثكلتك أمك !! أراك غفلت عن بعض الصبيان
حتى بال في مسجد الشيخ ( أي مكان صلاته بالليل )
فقالت لها زوجة الأوزاعي : ويحك هذا يُصبح كل ليلة !!
من أثر دموع الشيخ في سجوده .

تاسعا
قال : إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد بن حنبل رحمه الله يحي الليل وهو غلام .

عاشرا
قال سعيد بن المسيب رحمه الله :
إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم ،
فيراه من لم يره قط فيقول : إن لأحبُ هذا الرجل !! .

و قيل للحسن البصري رحمه الله :
ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟
فقال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .

هل أدركت مدى تقصيرك الآن ؟
فاجعلهم لك قدوة و مثلا و نافسهم ،
و أذكركم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم

{ من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ،
ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ،
ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين }

رواه أبو داوود وصححه الألباني
والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر .

جعلنا الله و اياكم من عباده الصالحين القانتين
إنه هو الغفور الشكور




.