[الهديل]

a7

هذه أول مشاركاتى فى هذا الباب00يارب تعجبكوا000ويارب تكون أصلا قصة قصيرة00:) :)

حكايتى معه !!!!


الساعة الآن الثامنة والنصف صباحا00كلمات قلتها لنفسى وأنا أهرع إلى المستشفى000 آآآآه000 أنا على وشك أن أفوّت على نفسى التوقيع فى دفتر الحضور0000000 الحمد لله أخيرا وصلت000
كيف حالك سماح؟؟
ترد سماح ( الموظفة المسئولة عن التوقيعات): الحمد لله يادكتورة (هديل)000هيا لتوقعى فى دفتر الحضور
شكرا لك سماح00الحمد لله وقعت فى آخر لحظة000

أهلا نهلة 00كيف حالك؟0000 صباح الخير 000متأخرة مثلى000 وتنطلق منى ضحكة على وضعنا المثير للشفقة ونحن نلهث وراء التوقيع فى الدفتر يوميا000ومازالت أعيننا مغمضة من نوبتجية اليوم السابق 000

فترد نهلة: الحمد لله 000يا هديل وقّعت فى آخر لحظة أنا الأخرى000 وتبادلنى الضحكة000يبدو أنها قرأت معنى ضحكتى فأجابتنى بمثلها000

وأقول لها هيا هلمى بنا نتحرك نحو قسم الأطفال حتى نرى ما المهام التى سنقوم بها اليوم000

ونصل إلى قسم الأطفال ونتقابل مع الطبيبة المختصة بتوزيع المهام علينا000

السلام عليكم دكتورة أمانى
ترد الدكتورة أمانى : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 000كيف حالكن يا بنات؟؟؟
نرد أنا ونهلة الحمد لله بخير 000ماذا علينا اليوم من مهام000؟؟
فتجيب علينا تعاليا لتحضرا المرور الصباحى على الحالات بالقسم

ونذهب معها000ونمر على الحالات المحتجزة بالقسم وتطلب الدكتورة أمانى منى أنا ونهلة أثناء المرور بعض الأشياء لنقوم بها000 وينتهى المرور000 ونذهب للقيام بما كلفتنا به0000

وندخل الحجرة رقم واحد000الحجرة المختصة بأمراض الدم0000

ونسمع هناك صوت طفل يلعب00يبدو عليه أنه فى الثالثة أو الرابعة من عمره00 ملابسه توحى بأنه من طبقة محدودى الدخل000 كان صغير الجسم000باهت الوجه000 ونذهب لنلهو معه ونسرى عنه قليلا00فإذا به يسبنا انا ونهلة بألفاظ فظيعة000ويمد يده ليضربنا000فاحتد عليه وأقول له000عيب هذا الذى تفعله يا ولد000

ونتوجه لوالدته ونسألها: ما اسمه؟
فتجيب الأم علينا: ابراهيم
ثم نسألها عن عمره: فتقول أربع سنوات

ثم سألناها عن بعض التفاصيل الطبية التى تختص بحالته00خلصنا منها أنها ذهبت به لأماكن عديدة للعلاج ولكن أحدا لم يحدد حالته بعد وأن الأطباء يقولون أن مرضه نادر000
نشكرها لتعاونها وننطلق لنستكمل باقى أعمالنا وأنا مغتاظة من بذاءة لسان هذا الطفل000

وينتهى اليوم000ويأتى اليوم التالى ونذهب للعمل00والتقى ثانية بابراهيم000ويغيظنى مرة أخرى بسبابه 000
وأقف أتحدث معه قليلا أنا ونهلة محاولة جذب طرف الحديث معه000

ما اسمك؟ سألته أنا
يرد: ابراهيم000 وأنت ما اسمك؟؟
أقول له : هديل
سألته: كم عمرك يا ابراهيم؟
فيجيب: أربع سنوات

ودار بيننا حوار00امتلأ بالطبع بصفاقة لسان هذا الطفل ومد يده أحيانا00وينتهى الحوار
ثم أذهب لغرفة الأطباء المواجهة للغرفة القابع بها سرير هذا الطفل000
وإذا بى أجده ينادى على : يا هديل00وينادى على نهلة000يا نهلة000

آآآآآه 00لقد محى هذا العفريت الألقاب تماما وقفز بقدميه الصغيرين فجوة الزمان الواسعة بيننا وبينه000آآآه منك يا ابراهيم00ابتسم له واضحك من تصرفاته000 يبدو أننى فقدت الأمل فى أن يكف هذا الطفل عما يفعله00

وتمر الأيام وابراهيم محتجز بالقسم000تجرى له بعض الفحوصات000 وأصبحت زيارتى له عادة لدى000 أصبحت ازوره واتحدث معه وألعب معه وبالطبع لا بد أن يتخلل اللقاء سباب00ولكننى تعودت على ذلك000ولم أعد آبه له00ربما لأننى أحببت هذا الطفل00ربما لأننى أشفقت عليه000لا أعلم!!! 000

وذات مرة كنا نقف انا وصديقتى نهلة فى الردهة المؤدية للغرف000وجاء ابراهيم وكان ممسكا بحبل قصير فى يده الصغيرة000 فأمسك هو بطرف الحبل وأمسكت أن بالطرف الآخر ورحنا نحركها فى الهواء ونلهو قليلا000وإذا به يتحرك بالطرف الآخر فجأة فيصبح الحبل أمام قدمى أحد الأطباء المتواجدين بالقسم وكان يمر قدرا فى نفس الوقت000 وبالطبع الحبل تحت مستوى نظر هذا الطبيب بكثير لأن ابراهيم بالنسبة له كاصفر عندما يقف بجانب الواحد الصحيح000 فأوشك الطبيب أن يتعثر00لولا أننى بفضل الله أنقذت الموقف بترك طرف الحبل الآخر من يدى حتى لا يتعثر الطبيب00واحمر وجهى خجلا من هذا الموقف طبعا000

سبحان الله كان هذا الطفل سليط اللسان ولكنه امتلك قدرا كبيرا من جمال الروح وهبه الله اياه طغى على كل شئ يضايقنى منه000 أحيانا كنت أدخل عليه فأجده قد قام بفصل المحلول المعلق له من يده بنفسه كى يذهب إلى دورة المياه 00ثم يضعه مره ثانية بنفسه عندما يعود000 آآآآه00لقد تعود الحال بالمستشفى لطول مكثه بها000حتى تعلم كيف يصل ويفصل المحلول من يديه رغم صغر سنه000ولم أتعلم أنا هذا إلا بعد التحاقى بكلية الطب000

ومرت الأيام000 حتى أتى يوما جئت لأسلم عليه وعلى والدته كعادتى000فإذا بها تخبرنى أنهما سوف يغادران المستشفى وأنهما فى طور إنهاء الأوراق حيث أنهما سيذهبان لمستشفى فى محافظة أخرى أكثر تخصصا بحالة ابراهيم النادرة0000 فحزنت لمعرفة أنه سيغادر00علىالرغم أننى كان لابد أن افرح لأنه سيجد مجالا أوسع لعلاجه000أو على القل أننى سوف أستريح من لسانه الذى تعود أن ينطلق بالشتائم كأنها الصواريخ000

وجاء يوم الرحيل000
وودعت ابراهيم000 وقلت له مع السلامة 00فقال لى مع السلامة يا هديل000
ولم أره من يومها 000 وكم أفتقده0000
ترى000000 أين أنت الآن يا ابراهيم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


بقلم : هديل