[الكون]

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام
على اشرف الانبياء و المرسلين و بعد

الــــتـــــــقـــــــــوى
قال تعالى ( و لباس التقوى ذلك خــــــيــــر )

لباس التقوى هو ما يتقي به المرء محارم الله ويستعين به على طاعة الله
لتكون له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة والعاقبة للمتقين
وإن من الناس من قاموا بهذا اللباس على أكمل وجه
بقدر ما يستطيعون كما أمرهم الله بذلك في قوله : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا)

إن فقدنا هذا اللباس سنكون من الخاسرين
و من المؤسف أن نرى الدين ظاهراً و لا وجود له في الداخل !!

قال ابن الجوزي
( أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ،
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة !
كالفرح بالمال الحرام ، والتمكُّن من الذنوب ؛ ومن هذه حـــالــه لا يــــــــفـــــوز بطاعةٍ )

إنه لعظيم أن تــــعــــصـــي اللــــــــــه عزوجل بــــنـــــعـــمـــه !!

و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها
فكم تحيط بك من النعم فقط في ساعة واحدة !
تفكر ثم سترى منك تقصير كبير جدا
و سترى أنك لا تذكر الله إلا قليلا
و سترى أيضاً أن لم تقدر النعمة إلا بعد فقدها !

فإن سخطت فلك السخط و إن رضيت فلك الرضا
و ما أصابك من سيئة فمن نفسك ..
نعم فالذنوب سبب لفقد النعم و جلب البلاء
فلا تقل لم أصابني كذا و كذا بل راجـــع نفسك و حاسبها حسابا شديداً
و عاهد الله أن لا تعود لذنب عملته
و استغفر الله إن الله كان غفورا رحيما

قال تعالى
( و إذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها و إن تصبهم سيئة بما قـــدمــــت أيـــديــــهــم إذا هم يــقــنــطـــون )

فلا بد أن نـتـخـذ لباساً يقينا من الوقوع في الذنوب
و الـــــتــــقــــوى خير لباس

قال الشاعر :
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً وإن كان كاسياً

نعم كحاجتك للباس الذي يستر عورتك
فنفسك تحتاج للباس التقوى الذي يسترك من النار
إذن ؟ لا بد من أن نـــعــد للمسير فنفوز بالجنة :

عليك بالـــعـــلــــم :

العلم بالله و أسماءه الحسنى و صفاته العلى
و التفكر في خلق الله عزوجل
العلم بما فرضه الله تعالى عليك من الواجبات و الفرائض
و ما نهاك عنه من المهلكات للنفس و المحرمات
ثم العلم بفقه الدعوة الى الله : فكما علمت الحق فأرشد إليه
ثم امر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما أصابك

فإذا علمت ذلك كله فاسأل الله التوفيق له ،
نسأل الله التوفيق لعمل الخير و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن

فــبـــدون توفيق الله لن نستطيع أن نخطو خطوة واحدة للخير .

ثم إذا اتخذت لباس التقوى فيلزمك لباس آخر ...

إنــــــــــــــــه لــــبـــــــاس الــــذل و الافـــــتـــقــــار إلى الله تبارك و تعالى
و اســتــشــعــار ضعفك و حاجتك إليه تبارك و تعالى
حتى تفوز برحمته و مغفرته إنه هو الغفور الشكور

و عليك بالدعاء و اللجوء إلى الله عزوجل و مناجاته دوماً
ثــم عليك بالتخلص من ذنوبك بالاستغفار و العزم على عدم الرجوع لها
سواء صغيرة أم كبيرة !

و اعلم أنـــــــه على كل شيء قدير
و أنه بكل شيء مـــحــــــــيــــط
و قـــــادر على الانــــتــــقـــام
و أن عـــذابـــه شـديـــــــد

نسأل الله الهدى و التقى و العفاف و الغنى و من العلم ما يرضى
و نسأله عزوجل التوفيق لعمل الخير و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن

و الحمد لله رب العالمين

.