[صانعة في الحياة]

نقلت لكم هذا الموضوع لما فيه فائدة للامه .. وجزى الله خيراً من أعان على نشره ..


الشروط السبعة... للنجاة من النار
حوار أجراه ا / عصام غازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 5 أكتوبر 2005
بعض الناس لا يعرفون جيداً قيمة شهر رمضان الكريم.. ولا يدركون أن أعظم مرتبة في التقوى يمكن أن يصل إليها المؤمن تتحقق في رمضان فقط إذا استوفى كل شروطها.
والبعض أيضا لا يدرك أن الصلاة والصيام والقيام لا تكفي لأن هناك فريضة لا يعلمونها جيداً وهي الدعوة إلى الله والأخذ بيد العاصي إلى طريق الهداية ليكون ذلك أعظم هدية نقدمها إلى الله ويكون جزاؤك أن تكون عند الله بعد الأنبياء والشهداء.
الداعية عمرو خالد يكشف المزيد من فضل شهر الصيام ويدعوك أن تكون في عبادتك، إيجابياً وتسعى إلى هداية صديقك أو زميلك أو جارك حتى يكون لحياتك طعم وهدف.

سألت عمرو خالد:

ما معيار التقوى الذي يرشحنا للعتق من النار في رمضان؟

أعلى تقوى لا تأتي إلا في رمضان. والتقوى تأتي من خلال تركيبة لها نسب معينة. الصيام جزء منها. فيها صلاة وإنفاق مال وصلة رحم وبر بالوالدين وصلاة تراويح وختم القرآن. من يقوم بعمل هذه التركيبة خلال أيام شهر رمضان الثلاثين يصبح من المتقين، ويحصل على كل هذا الثواب، إضافة إلى ما وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم: تُعتق رقبته من النار ويُغفر له ما فات من ذنوبه.
هذه التركيبة كان الرسول صلى اله عليه وسلم يقوم بها في رمضان، تركيبة التقوى والعتق من النار ومغفرة الذنوب. والنبي كان ينفق بسخاء، وكان يختم القرآن مرة أو مرتين في رمضان.
الوصفة أيضاً فيها صلاة التراويح، والرسول يقول: "من قام رمضان إيماناً واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
كذلك لابد من صلة الأرحام وتبدأ بمن قاطعته. وأن تأخذ بيد الناس من حولك إلى الله.

لا تصلي وحدك

وكيف ندعو الناس إلى الله في هذا الزمن الصعب؟

لابد أن تأخذ بيد جارك أو صديقك أو قريبك لكي يتقرب إلى الله في العشر الأواخر من رمضان.
الهدف: أن تقدم هدية في آخر رمضان إلى الله وهي إنسان كان عاصياً وتاب إلى الله على يدك. وعليك لكي تحقق هذه النتيجة في آخر رمضان. عليك أن تبذل جهدك ولا شأن لك بالنتائج.
أنت تحدث كل من حولك في حلاوة تقوى الله، ثم تأخذ إنساناً بيدك كل يوم وأنت متوجه لصلاة التراويح، ولا تصلي التهجد وحدك، ولا تعتكف وحدك. وحين تصلي الفرائض لا تصلي وحدك. أيقظ جارك ليصلي الفجر، واتصل بعمك وأخيك لتتلاقوا في المسجد عند صلاة الفجر. أنت دعوة متحركة. أنت منبر متحرك في الشوارع تُذكر الناس بالله.

بهذا تكون قد فهمت الإسلام بطريقة صحيحة. ووازنت بين إقبالك على العبادة وأخذك بيد غيرك.
وهذا الكلام ليس موجهاً للشباب فقط وإنما للسيدات أيضاً. ولرجال الأعمال المشغولين بأعمالهم، وللموظف البسيط في الشركة أو ديوان الحكومة. هذا الكلام للأمة كلها.
أن يكبر في قلبك أهمية أن تأخذ بيد إنسان وتقربه إلى الله. وعباداتك ودفعك الصدقات لا تغني عن ممارستك لهذا الدور.

نريد أن تكون الأمة كلها داعية إلى الله والله سبحانه أرادها كذلك حين قال: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
وقد بدأ سبحانه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل "وتؤمنون بالله"، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي سيزيد الإيمان في الأمة.

الدعوة.. فريضة

كيف بدأت عملية الدعوة إلى الله؟

يقول الله تبارك وتعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني".
هذه الآية جعلت الدعوة إلى الله فريضة. فكل من أراد أن يمشي على طريق النبي، ويتبع خطاه صلى الله عليه وسلم وجب أن نسأله: هل تأخذ بيد الناس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وتقول الآية الكريمة: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين".
الحسن البصري كان حين يسمع هذه الآية الكريمة يقول: دعا إلى الله. ذلك حبيب الله. ذلك ولي الله. ذلك من اصطفاه الله من عباده. أعلم أن هناك من بلغوا الستين من العمر ولم يفعلوا ذلك. أطلب منهم أن يبدأوا الدعوة إلى الله.

وأعلم أن هناك شباباً أقلع عن شرب الخمر من أسبوعين فقط، أقول له: خذ بيد صاحبك ما زال يحتسي الخمر ليقلع عنه.

العلماء يقولون عن ترتيب الذين اصطفاهم الله يبدأ بالأنبياء، ثم الشهداء، ثم الدعاة. أنت إذن إذا دعوت إلى الله تكون في منزلة قريبة جداً من الله. لهذا قال الحسن البصري: ذلك حبيب الله ذلك ولي الله. ذلك من اصطفاه الله أنت في ثالث درجة بعد الأنبياء والشهداء. أنت في مقام من أعظم المقامات.
يقول ابن القيم: "وأعلم أن مقام الدعوة إلى الله أعلى مقامات العبودية" أعلى مقام تعبد منه الله أن تأخذ بيد إنسان إلى الله. فهذا مقام الأنبياء، وهل أرسل الأنبياء إلا للدعوة إلى الله، تخيل الدرجة التي رفعت نفسك إليها.
لا تقل أنا صاحب شركة، وأنشر الخبر في المجتمع من خلال شركتي. هذه الأمة كلها مسئولة عن دعوة بعضها إلى الله. بهذا يبقى الخير في الأمة "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عنى ولو آية". هذا الحديث الشريف حول الأمة كلها إلى دعاه ينقلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل الخطب التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أخرها: "أيها الناس فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع".