[سعود ابو فيصل]

الحمدالله القائل : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } .
والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم قال : " للصائم فرحتان ، فرحه عند إفطاره ، وفرحه عند لقاء ربه
فقد هَل أشرف الشهور ... بعد طول غياب وبعد شوق عظيم وهاهو يقدُم بين يديه العتق والرحمة والمغفرة من الله عز وجل .
أتى هذا الشهر ليقول للناس { إن رحمة الله قريب قريبٌ من المحسنين } ..
أتى هذا الشهر .. ليغتسل العاصي من أدران الذنوب والخطايا ..
أتى هذا الشهر .. ليقول للكون ويقول أنا شهر العتق من النار ..
أتى ليضعف الشهوة والخطرات الشيطانية .. فتشرق الروح ..
أتى ليذكر المسلم بإخوان أضَرَِبهم الجوع .. فعليه أن يتذكر ما هم فيه من بؤس ..
أتى ليربي النفس ، ويزكي القلب ؛ أتى ليوحد الكلمة ؛ فينسابُ المجتمعُ الإسلاميُّ الكبير .. كنهر عذب مورود .
أتى هذا الشهر .. ليكون سلوه للنفوس أنساً للقلوب روضه للعقول بلسماً للهموم عزاءً لمن تلطخ بأوحال المعاصي مفتاحاً لمن أراد الطاعة مغلاقاً على من أراد الشر والفساد ..
فهو يهئ القلوب ، والنفوس لتقبل الطاعات ومحبه ذلك .. والنفره عن الذنوب والمعاصي . يقول ابن القيم رحمه الله " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدراسهُ القرآن الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيهُ جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان .
إن ميزان السعادة الحقيقية هو : مدى طاعة العبد لربه ، فإذا أردت أن تقيس مدى سعادتك في حياتك فانظر إلى معدلات طاعتك لربك فإن كانت جيدة فأنت سعيد وإن كانت غير ذلك فأنت على طريق الشقاء .
فالهمه لكي لا يفوتنا رحمه من رحمات الله ...... ومغفرة ... وعتق من النار
اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم واجعلنا وأياكم من عتقائه من النار