[أم نور الهدى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزم إخوة يوسف عليه السلام على التخلص منه لمحبة أبيهم الشديدة له وذهبوا ليستأذنوا أباهم في خروج يوسف معهم فقال لهم نبي الله يعقوب عليه السلام :

{إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ*}
[يوسف:13]

وفي المساء جاءوا إليه يبكون ويقولون:

{يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ }
[يوسف:17]

نجد هنا لفتة هامة جدا وهي أن بعض الآباء والأمهات يعطون لابنائهم مفتاح المشكلة او الجريمة دون أن يشعروا..فمثلا قد نجد بعض الآباء ينبه إبنه لوجود قناة تعرض افلام غير لائقة ويحذره منها فنجد الابن بدافع الفضول ينتظر خروج أبيه ليشاهدها وكان من الممكن ألا يراها لولا تنبيه الاب لها..
وقد نجد أيضا بعض الأمهات تنبه الابن إلى طرق الباب عندما يريد الدخول الى غرفة اخته فقد تكون غير مستورة..
وكان من الممكن الاكتفاء بتعليمه الاستئذان قبل الدخول لغرفة اي أحد دون تفاصيل قد تدفعه للفضول الى التجربة..

من سياق الآية نجد ان أخوة يوسف كانوا مختلفين فيما بينهم في الطريقة التي يتخلصون بها من أخيهم عندما أهدى إليهم أبوهم الحجة شعروا بالسعادة..

وهنا نجد من وحي القرءان أهدانا إشارة تنبيه ليتذكرها المربون أن لا تعطوا لأبنائكم مفاتيح الجريمة كما تفعل بعض المسلسلات والأفلام وبعض البرامج أيضا الخاصة بكشف الجرائم بدعوى تنبيه الناس وهي في الواقع تهدي للمجرمين الثغرات التي يجب ان يتفادوها في المرة القادمة وتعلم الصغار أصول وفنون الجريمة..

من كتاب دروس من القرءان في تربية الابناء..
الكاتب:محمد سعيد مرسي..