[شموخ الأمل]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أمـا بعـد :-


مـا أجمل أيام الطفولـة .. وما أجمل هذه الأيام بالتحديد من كل عـام
ترقبا لـ قدوم رمضان .
كل يوم هذا السؤال الشائق بالنسبـة لنا يراود أذان أمهاتنـا ..
أمي متى رمضان .. كم بقي من أيام ؟؟
أعانهــا الله
كم تكرار الجواب على نفس السؤال يومياً .. بـل كل ساعـة ممل ويجلب السأم !!
ولكــن لـم نلح على هذا السؤال ؟؟
هل فعلا شوقـا لقدوم رمضان .. أم قدوم أكلات رمضان ؟!!


أكلات رمضـان .. همنـا الأول والأخيـر !!
جـاء رمضـان .. وأول يوم برمضـان .
الأم المسكينـة تعبـه من صيام يومهـا الأول .. أين نحن ؟
مرابطــين بالمطبــــخ
نتعارك على لعق الأصابع والملاعـق وأحيانا تصل للأنوف ؟
هل ضحكتم يومـا على تفكيرنا الصغير الذي لا يتعدى البطون ؟!!
يدوم حالنـا أول أسبوع فقط ..
ويأتي السؤال الجديد ؟
أمي متــى يأتي العيـــد .. لـ نلبس الثوب الجديد ؟!!

والآن .. بعـد أن كبرنـا وأصبحنا مكلفين .
ورمضان على الأبواب
هل نسعد بمقدمــه .. كما كنا صغارا ؟
أم ودعنـا السعادة وتركناها للأطفال شوقا لـ لقاء أكلات رمضان الشهيـة ؟


البعض قد يقول نسعد بل نتشوق لمقدمة ..
والبعض الآخر يكره مقدم رمضان !!
لأنه يحرمهم من الملذات الكثيرة ..
والتي لا يستطيعوا فعلها إلا سرا بعيدا عن أعين الناس
وغفلوا عن الرقيب سبحانه .. المطلع على سرائر الأنفس وما تخفي الصدور.
اللهم لا تجعلنا من المحرومين برمضان

المحرومين بــ
من هــم :-
كل من قضى ليله بالسهر على لعـب الكرة والتسكع في الأسواق
وكل من قضى نهاره بالنوم
وهذا حال الأغلبية خفافيش بالليل .. وبوم بالنهــار !!

كل من هجر القرآن .. حتى بشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن !!
إذا متى ينفض الغبار الذي علا المصحف ؟!!

كل امرأة قضت معظم نهارها بالطبخ والتفنن بإخراج أصناف الطعام
ونست أن رمضان عبادة ..
وليس سمنـه وتخمـة ومرابطة على أبواب أطباء الباطنيـة ليلا !!

ويحك يا نفس ألا تيقظ *** ينفع قبل أن تزل القدم
مضى الزمان في توان وهوى *** فاستدركي ما قد بقي واغتنمي

المجال لا يسمح بسرد عدد المحرومين بهذا الشهـر فهم كثــر.. نسأل الله السلامـة .

فـ هل ستكون من هؤلاء المحرومين
أم هل تستبشر بـ رمضان وتقول :-
رمضان شهري الغالــي أبشرك .. أحلامي الصغيرة كبــرت
وشوقي زاد .. ولكن هذه المرة بأحلام رمضانيـة كبيرة .

ألا يحق لنـا السعادة بما خص الله تعالى هذا الشهر الفضيل عن غيره من الأشهر .
لهونـا بما فيه الكفايـة .. وهجرنا العبادات

رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثـواب صيامه وقيامـه تسعـد بخير دائـم وفلاح

أفلا نصبر على طاعة ساعة نجدها تثقيل الميزان عند حاجتنـا إليها .
والصيام لله
وهو الذي يجزئ به سبحــانه .. فما ظنك برب يتفضل علينا بنعم كثيرة ؟؟


افرح يا عبد الله فالخير قادم ولا تفرط في هذه الأيام القلائل .. التي ستمر بلمح البصر
والتي ستندم اشد الندم على التفريط بها .. فبادر واغتنم .. ولا تنسى فضائل الأعمال

فمن خصائص رمضان
أن تضاعف فيه الأعمال والحسنات
تفتح فيه أبواب الجنة الثمانية , وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون
وتغلق أبواب النار،
وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم،
أن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن،
أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً،
العتق من النـــــار
أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
أن العمرة فيه تعدل حجة ,
أنه سبب من أسباب تكفير الذنوب والخطايا،

فهل بعد هذه المغريات الكثيرة .. نفرط بشهر الرحمات ؟!!
فيــا باغي الخيـر أقبل .. ويــا باغي الشـر أقصــر .

اللهم بلغنـا رمضان ..
واجعلنا من المشتاقين إليه فرحـا بصيامه وقيامـه
اللهم أعتقنا من النار ..
اللهم اجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين

شمــ الأمــل ـــوخ