لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
يا نايم إلحق الغنايم إنه صوت جدي والد أبي الشيخ أحمد العلواني العمري -طيب الله ثراه-. الله، ما أطيب هذا الرجل، وما أحلى يومه! إنه من أهم الشخصيات في تكوين حياتي، بل في حياة عائلته كلها، أبناءً وأحفاداً. إنه الإنسان الذي قال عنه الشيخ الألباني -رحمه الله-: لم أرَ في حياتي رجلاً أتبع للسنة من أحمد العلواني، وصدق والله. لا أعتبر جدي إلا رجلاً من بقية السلف في الخلف. رجل جميل الهيئة، ضحوك بسام، يألفه الصغير والكبير، عف اللسان، طيب القلب، كريم السجايا، من عباد الله الصالحين، ولا نزكي أحداً على رب العالمين. كلما زار بيتاً جمع الصغار، وسألهم: ما أول ما أوجب الله على العبيد؟، ثم يسألهم عن أركان الإيمان وأركان الإسلام، وأحاديث الصلاة. يحفظهم إياها بأسلوب سهل وممتع. حتى كنا ونحن كبار نفرح بدوران الأجيال عليها بنفس الأنغام! يحرص على زيارة أبنائه والبيات عندهم ليالي متعددة مؤانساً وناصحاً. فإذا جاء الدور في بيتنا حلَّت والله البركة والسكينة وخلَّفنا الدنيا وراءنا. يستيقظ قبل صلاة الفجر بساعتين، ويصلي ما شاء الله له أن يصلي، ثم يتهيأ للصلاة، وقبل الأذان بنصف ساعة يمسك العصا، ويطرق أبواب الغرف ويقول بصوت رخيم عذب حنون: يا نايم إلحق الغنايم.. يا نايم إلحق الغنايم. وكنا قد تعودنا إذا جاء إلى حينا أن نطلب من مؤذن المسجد مفتاح المسجد لأنه يحرص على دخوله مبكراً، وخاصة في صلاة الفجر قبل نصف ساعة! لا أدري والله ما الذي ملك أحاسيسه وفكره ومشاعره حتى تراه في كل ساعة بل في كل دقيقة بل كل لحظة لا يفتر عن ذكر الله، وتتحرك أصابعه بطريقة شبه (أتوماتيكية) تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً وتكبيراً. بل حتى إنني والله استغرقت في عجبي وتأملي وأنا أراه على نفس الطريقة يحرك أصابعه اليمنى ذاكراً وهو في جلطة شبه تامة، وغيبوبة شبه كاملة. هنا أتذكر البيت الشهير الذي كان يتمثل به الإمام حسن البنا -رحمه الله-: وإذا خطرت لي في سواك إرادة يوماً حكمت على نفسي بردتي وقد شدني هذا الحال للتأمل في أذكار والدي -رحمه الله- والذي كانت طريقته كطريقة أبيه (جدي)، فوالله ما ركبت معه السيارة إلا وتحركت يده كذلك (أتوماتيكياً) على مقود السيارة، ولهج لسانه بالذكر، دون أن ينظر إلى أحد، أو يشعر به أحد! وترى أثر هذا الذكر عليهم في الخشية والإنابة، وهدوء النفس، وقوة الصلة بالله، والربانية الظاهرة، والوضاءة، والتوفيق، وحب الناس، وحفظ الله ورعايته لهم. فيالله كم بنوا من مساكن في الجنة وأقاموا حولها البساتين؟ والحقيقة أن هذه الحال قربتني جداً جداً من تأمل موضوع الأذكار بشكل دقيق، وتتبع ما جاء في القرآن والسنة وأقوال السلف، وجمعت مادة كبيرة حول هذا الموضوع، ونظرت في تأملات عالية القيمة، وغاية في النفاسة والدقة. وكنت أزكي اهتمامي هذا بدرسي الشهير في كتاب (الوابل الصيب) لابن القيم الجوزية الذي دام ثلاث سنين. وهو الموضوع الأحب إلى قلبي وأكثر ما ألقيه في الدروس العامة في بلاد الله الواسعة. رضي الله عنك يا جدي فلك بإذن الله الأجر الوفير عن كل درس ألقيته. وقد يظن الظان أن جدي المشغول بالأذكار الشرعية رجل درويش أو هو من أهل الله الطيبين فحسب. بل كان -رضي الله عنه ورحمه- آية في العلم والعمل، في أمور الدين والدنيا! أما في العلم فقد كان تاجراً مرموقاً، ووهب لأبنائه أراضي واسعة ذات قيمة عالية في قبيلته، وغدت اليوم معلماً حضارياً في المنطقة. وكان على علاقة واسعة ممتدة مع كثير من أهل العلم والوجاهة. وكان وقوراً يحب النظام جداً، ودقيق في المواعيد أكثر من الأوروبيين واليابانيين! نعم بلا مبالغة أو مجاملة. دقيق في علاقته مع الله في الصلوات، فهو يحضرها قبل موعدها، ويتهيأ لها بالحب لله، والتجمل بين يديه. ودقيق في مواعيده، ويسهم في الترتيب مع من سيوصله ويستقبله قبل الموعد، ليتأكد أن الأمور تسير بدقة. وكم مرة كنت أسمعه يقول: غداً التاسعة صباحاً نمشي، أو الخامسة عصراً نخرج، أو الواحدة ظهراً نسافر، وتجده متهيئاً مع كل ما يحتاجه في الموعد المحدد تماماً! وفوق ذلك كله هو رجل أنيق بسيط. يلبس لباساً متواضعاً، لكنه الأبيض النظيف الجميل، وتعلو محياه أنوار الطاعة التي تضيف لمسة من جمال ساحر آخاذ، وأضف إلى كل ذلك جمال كلامه وابتسامته، وحفظه لأشعار الحكماء والظرفاء ما يوظفها ببراعة في المجلس الذي يرتاده. وكان يلقي المواعظ القصيرة التي لا تتجاوز سبع دقائق كلما زار مسجداً جديداً، ويلخص كلماته العامية البسيطة في عبادة الله والخوف منه، وأداء الفرائض واجتناب النواهي، والحرص على طلب العلم، ويوصي بذلك الشباب، ويذكرهم بالمقاساة التي وجدوها في شغوف الجبال من حرمان للكهرباء والقلم والكتاب ووسائل التنقل. ولربما سمعت مواعظه عشرات المرات التي لا بد أن يختمها بقوله: (الله.. الله.. لا يرانا الله حيث نهانا، ولا يفقدنا حيث أمرنا). لقد أسر جدي بأخلاقه ودعابته ورعايته لكل أولاده بالحب والعاطفة الصادقة، وجعلهم محبين للتدين بالفطرة، وشوقهم إلى الصلاة وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب العلماء ببساطته وسماحته ونكاته، وزيارته الدائمة لهم. لم أسمعه يوماً يعنِّف أحداً، أو ينتقصه، أو يتندر بخطئه، إنما يقول مثلاً: أنا ما أحب اللي ياكل متكي -أي يأكل متكئاً-، مستدلاً بحديث النهي. نعم لم يكن على صلة وثيقة بتفريعات العلماء والفقهاء والمحدثين، ولكنه كان يملك الأسس العامة، والقواعد الكبرى في الدعوة وسبل الإنكار، حتى اختاره مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -طيب الله ثراه- موفداً للدعوة في الجنوب. ودامت بينهما أجمل أيام العمر، ووجد فيه الشيخ الألباني القدوة في السلوك والعمل واتباع السنة. وأنا إلى اليوم لم أرَ رجلاً يتحرى السنة النبوية في أدق تفاصيلها كما وردت في زاد المعاد والوابل الصيب وكتب الأذكار المختلفة مثل جدي، كأن يلبس ثوبه وحذاءه ابتداءً باليمين، وينزعهما بالشمال، ويتوقف قبل دخول الخلاء، وقبل دخول المسجد، وكذا طريقة الأكل، والجلوس! فجمع بين قول اللسان، وعمل الجوارح والأركان. رحمك الله يا جدي ورضي عنك، فقد كنت والله المثل الحي لما قاله الإمام أحمد عن شيخه الشافعي -رحمهما الله جميعاً-: لقد كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذكريات شاب | يمامة الوادي | منتدى القصة | 4 | 2009-12-27 3:17 PM |
ذكريات ومواقف | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 7 | 2009-03-05 1:57 PM |
ذكريات لا تنسى :( | زايرة | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 9 | 2007-03-30 1:02 AM |
ذكريات مفارق | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 2 | 2006-12-20 5:11 PM |
ذكريات علي سليم | علي سليم | المنتدى العام | 22 | 2006-04-25 8:49 PM |