[sultan66]

بسم الله الرحمن الرحيم

صحوت في هذه الساعة من الليل وعندي شعور يخالج قلبي بان اكتب عنك،،، جدتي نعم بعد مرور اكثر من ستة سنوات على وفاتك لماذا لا ادري،،، ربما لاني تذكرتك عندما كنت في السادسة من عمري حينما كنت تنهريني عند ضربي لاحد اخواتي الصغار،،، او ربما تذكرت ابتسامتك صباح حينما نصحوا انا واخوتي من النوم ذاهبين الى المدرسة فقبل الخروج يقبل كلنا من رأسك واولنا هو ابي،،، فتعطرين اعيننا بتلك الابتسامه والحنان وذالك الدعاء بالتوفيق والسداد والحفظ من الله،،، وعندما كان احدنا ينسى ذالك يرى على وتقاسيم وجهك ذالك التجاهل تجاهل الغاضب الحنون،،، فيسارع لتقبيل رأسك ثم بسرعة ذلك الحنان تتغير الملامح فسبحان من اعطاك ذالك الحب،،، جدتي تذكرت مشيتك في شارعنا الضيق امام بيتنا في حيننا القديم وتذكرت التقاطك للعلب الفارغة والاوراق لتنظيف ذلك الشارع فاسارع لمساعدتك،،، لم اهتم للنظافته ولكن لمساعدتك فقط،،،ربما تذكرت خروجك للجللسة مع عجائز حينا من جداتي الكبار وعماتي واقرباءنا في ذالك الحي التي كانت خلف بيت عمتي احياننا او خلف بيت احدى النساء ممكن تكون قهوة ذلك المساء عندها،،، كنا نلعب الكرة في الشارع وعندما كانت تذهب خلف البيوت واذهب لاحضارها ارى تلك الجلسة ربما لم اهتم لها ولكنها مازالت راسخة في ذهني،،، مازلت اذكر ذهابنا لبيت عمي وبما اني كنت اصغر اخوتي حجم من الاولاد كنت اركب الى جانبك انت ووالدي في المرتبه الامامية للسيارة كنت ومازلت اتذكر ذالك الطريق الذي صحبناه او صحبنا لبيت عمي خارج مدينتنا،،،
جدتي اسأل ربي الكريم ان يعوضك بما ابتلاكي به من مرض خير الجزاء فهو المرض،،، نعم اذكر تلك السنين اللتي قضيتيها طريحة الفراش ،،،نعم سبع سنين او اكثر لا تتحركين ولا تتكلمين ،،، كنت تعرفينا كل من حولك،،، نعم اذكر ابتسامتك حينما زارنا ابن ابنتك من الرضاعة وكان خفيف الدم واشار لك على سنه التركيب الذي كنت تطالبينه دوما بان يضعه ليجمل فمه فضحكتي،،، اذكرها نعم،،، واذكر ضحكتك حينما مازحة امي ابي وهو يفطرك صباح بانها تاخذ نقوده بالقوة وهو يحاول منعها،،،نعم اذكر،،، جدتي اذكر غرفتك اللتي كان بابها مشرعا بامر من ابي لكي لاتحس بأنها وحيده واتذكر نوم ابي بجانبك ،،، كيف اجزيك فقد اتعبتني وانا اراقبك واراقب برك بوالديك،،، ابي،،،نعم جدتي اذكر عمتاي اللتان كانتا تتبادلنا الحضور كل يوم من العصر للما بعد المغرب للمساعدة برعايتك والاعتناء بك كانت لنا جمعة بسببك كنا نحس بان بيننا شخص ولو انه كان طريح الفراش فله مكان كبير،،، نعم جدتي اذكر ذلك المساء حينما مررت بغرفتك فالقيت نظرة سريعة فخفت من تلك الدمعه اللتي كانت في محجر عينيك اقتربت منك لم اعلم سببها،،، فمسحتها حاولت تطييب خاطرك بانك افتقدتي والدي الذي كان يرافق مع جدي رحمه الله في احد المستشفيات ،،، ولكن لم تجف تلك الدمعه فاسرعت الى امي،،، امي جدتي فاتت لم تكن تعلم مالحكاية ،،، وهذه عمتي الكبرى تدخل لاندري ماذا نفعل،،، دقائق فاذا عمي قدو صل من القرية ليتجه الى ابي عند جدي ولكن،،، لم يكن،،، دخل عمي فرآها فعلم مالم نعلمه في تلك اللحظة،،، نعم جدتي كانت تحتضر ،،، وكنت انا قريباً منها،،، قريبا بجسمي ،،، بعيد باحساسي،،، وجهها الى القبلة اخذ ماء ومسح به وجهها،،، اجتمع عمي وعمتي وامي وانا ،،، ولا اذكر الاخرين،،، اشتد النظر الى جدتي نعم،،، نعم جدتي ماتت،،، جدتي اسلمت روحها،،، تلك الروح الطاهرة،،، تلك الروح النقية،،، تلك الروح،،، اغمض عمي عينيها ،،، ولكني اسرعة الى فتحهم لكي اقول لا لم تمت ،،، جدتي لم تمت،،، ولكنه اخذ يدي،،، واغمض عينيها من جديد وصرخ صرخة مازلت اسمعها ،،، وااا اماه،،، اذكر ما فعلت تلك اللحظة بكيت نعم بكيت وبكيت اجتمع الاقارب واخوتي اخذوك وانا بقيت نعم بقيت لم استطع،،،
رحمك ربي والرحيم
وغفر لك ربي الغفور
وجزاك ربي الكريم
وسكنك الفردوس الاعلى
ربي آمين
تلك هي قصة اسمها،،،جدتي
رحمك الله