[المتسائلة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أحكي لكم قصة حدثت معي وأتمنى من الله ان تنال اعجابكم واستحسانكم .....

قضيت فترة طويلة من حياتي وانا دائمة التساؤل عن حقيقة نفسي ... هاجس دائم يطاردني لكي ابحث في كل المجالات وأطرق كل الابواب لعلي أجد نفسي واعرف حقيقتها ...

منذ مراهقتي وانا ولله الحمد مداومة على الصلاة والدعاء ، ومع تقدم العمر بي أصبحت اكثر فهما وادراكا لحقيقة كوني مسلمة ... وأصبح للدعاء مفهوم اعمق وأشمل في حياتي ...

في صيف العام الماضي تقرر أخذ والدتي للعلاج في احدى الدول الاجنبية والتي تكمل فيها أختي دراستها في أختصاص الطب النفسي ....

أخي الاصغر كان يعاني من مشاكل نفسية كونه في سن المراهقه كان كاره للسفر معنا لانه يسكون ملزم بالجلوس والمرافقه ولا يوجد لديه من يستطيع ان يصاحبه ويأنس معه...


دعوت ما يقرب الاسبوع قبل سفرنا ان يهون الله علينا تلك الرحلة وأن يجعل فيها خير لي ولأخي وامي وان يجنبا فيها الفتن وأن يهون على أخي ما يمر به من مشاكل والالام ...

جلسنا في مقاعدنا المخصصة على متن طائرة الخليج المغادرة .... وتستغرق هذه الرحلة ما يقرب الثمان ساعات حتى نصل الى وجهتنا

بقي بجوارنا كرسي خال ..... نسيت دعواتي بالامس ... ولكن الله لا ينسى ...... بقينا ما يقرب النصف ساعة في انتظار اكتمال الركاب ..... وبقيت اتسائل من سيرافقنا ....

أتت المظيفة يرافقها رجل وقور مهيب الطلة ابيض اللحية يرتدي ثياب اهل الخليج ولكن لم اجزم من اي دولة ، المهم اجلسته بجوارنا ....... كان يبدوا عليه القلق وسمعته يحادثها برغبته بالجلوس منفردا اذا وجدت السبيل ...

وبدأنا نجر أطراف الحديث معه ..... يا الله ما اروع من رافقنا .. لقد كان شيخ جليل ممن ينشرون الدعوة في تلك الدول الاروبية ويترأس جمعية دينية ويلقي المحاضرات ويعين الشباب التائه .....

لقد كانت من امتع رحلاتنا ... تلاا علينا القران ...... وناقشته في كتاب كنت احمله للأمام ابن القيم ....... وتبادل واخي الايميلات .... ونصح ووجه وارشد على امتداد الثمان ساعات المتواصله ....... وارتسمت الابتسامة على تلك الوجوه الاربعة التي تجلس على متن تلك الرحلة الميمونه .....

أتذكر عبارة قلتها له ...... (( شيخي هل تصدق اني دعوت الله أن يكرمنا بمعرفة صالح من الصالحين في رحلتنا هذه ولم اتوقع سرعة الاجابه !! ))

أجابني (( يا ابنتي والله أنه لم يكن مقرر لي هذه الرحلة ولا هذا التوقيت ولا هذا المقعد ولكنها الاقدار والارواح الطيبة تلتقي ، وانتم والله أرواح طيبة ))

بقينا على تواصل وزرانا بعد رحلة العودة الى بلادنا ، اتمت الوالده عمليتها بسلام ، واصبح أخي على تواصل مع تلك الجمعية المباركة ...

وطاب خاطري ........

وانا الان أدعو الله أن يتمم علي نعمته بما اريد وأتمنى ....

أخوتي عليكم بالدعاء الدعاء ....

وفقنا الله وأياكم .......... وجمعة مباركة ...


أختكم ...

المتسائله .......