[حبيبةالقيروانية]

القلب هو المضغة التي بصلاحها يصلح سائر الجسد وبفسادها تفسد انحاؤه
قال تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتو العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم " سورة الحج
تنقسم القلوب الى ثلاثة أقسام
صحيح
سقيم
ميت
فمن أي القلوب أنت ؟
القلب الصحيح :
هو القلب السليم الذى لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"وهو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة - توكل - إنابة - اخبات وخشية - رجاء وخلص عمله لله فإن أحب أحب لله وان أبغض أبغض فى الله وان أعطى أعطى لله وان منع منع لله وهو قلب أبيض قد أشرق فيه نور الايمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره واشراقه وقوته .
القلب المريض :
هو قلب له حياة وبه علة وفيه من محبة الله تعالى والايمان به والاخلاص له والتوكل عليه
فيه من محبة الشهوات وايثارها والحرص على تحصيلها
فيه الحسد والكبر والعجب
فيه حب العلو والفساد في الأرض
وهو ممتحن بين داعيين :
- داع يدعوه الى الله ورسوله والدار الآخرة
- وداع يدعوه الى العاجلة وهو انما يجيب أقربهما منه بابا وأدناهما اليه جوارا .
القلب الميت :
وهو القلب الميت الذى لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو لا يبالى إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط فهو متعبد لغير الله : حبا - خوفا - رجاء - رضا وسخطا - تعظيما وذلا ان أحب أحب لهواه وان أبغض أبغض لهواه وان أعطى أعطى لهواه وان منع منع لهواه فهواه آثر عنده وأحب اليه من رضا مولاه فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور ينادى الى الله والى الدار الآخرة من مكان بعيد ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك .
فمن أى القلوب أنت ؟
المصدر : " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " لابن قيم الجوزية